المعالجة النفسية ناتالي فرح للامهات: تنبهن الى هذه الامور حول ترك اطفالكن مع المربيات!

المعالجة النفسية ناتالي فرح للامهات: تنبهن الى هذه الامور حول ترك اطفالكن مع المربيات!

ناتالي فرح – محلّلة ومعالجة نفسية

 

أصبح من الشائع في العقدين الأخيرين أن يوظف كل زوجين مربية فور علم المرأة بحملها. في بعض الأحيان تكون العائلة بحاجة الى مربية بما أن الوالدين يعملان، أو أن الجدين لا يستطيعان الاعتناء بالطفل، أو بحال لا يحبذ الأهل تسجيل أولادهم في الحضانة.

 

ولكن في حالات أخرى تكون المربية البديلة للأم في الواجبات اليومية التي تتطلبها تربية الطفل ولا تتدخل الأم إلا في الحالات الاجتماعية التي تتطلب ذلك. في الحالتين يجب على الأم أن تكون واعية للعواقب التي تخلفها تربية المربية للطفل من دون أن يكون هناك للأم أي دور رئيسي فيها. في حال لزم الأمر استخدام مربية فعليها أن تكون مساعدة للأم لا أن تكون بديلة عنها. عندما تستبدل الأم بالمربية تتغير دينامية الأسرة وقد تنشأ الصراعات فيها ويطغى عليها القلق. إن كنت مصرة على استخدام مربية هذا ما يمكنك القيام به لتجنب الأمور التي ذكرناها:

 

- التعلق: من أهم الحاجات الأساسية التي يحتاج اليها الطفل خلال نموه هي خلق رابط آمن في العلاقة بينه وبين أمه التي بدورها ستقود الى الركيزة الأساسية للعلاقات القادمة والثقة بالنفس. إن لم تكن الأم حاضرة في حياة الطفل سيشكل الطفل هذا الرابط مع المربية وسيلجأ اليها عندما يحتاج لأي شيء مما سيخلق حس الغيرة عند الأم وسيوتر العلاقات بينها وبين المربية. بعد انتهاء العقد معها ستتغير المربية وسيمر الطفل بألم الانفصال مراراً وتكراراً بدءًا من الوقت الذي "تخلت" أمه عنه فيه وسلمته للمربية. تداعيات هذا الموقف تترك الطفل يتخبط بمشاعر انعدام الأمان مع الشعور بالغضب تجاه أمه، وسيمر بخطر التعرض لمشاكل سلوكية عدوانية. من واجب الأم أن تكون ناشطة في حياة طفلها لكي تكون هي مصدر الراحة له وليس المربية. 

 

- كوني الشخصية الرئيسية في حياة طفلك: عندما تكونين حاضرة في المنزل بعد العمل أو في عطلة نهاية الأسبوع على المربية أن تصبح حينها مساعدتك وتتوقف عن رعاية طفلك. عليك أن تلعبي جميع الأدوار في العناية بالطفل كالاستيقاظ على بكائه خلال الليل، وإطعامه، واللعب معه، وغسله، وأخذه في نزهة، وتغيير ملابسه، أي تلبية جميع احتياجاته.عند تواجدك في العمل عليك أن تخصصي الوقت للإتصال بالمنزل والاطمئنان على الطفل والتحدث اليه، هذا يمنحه الشعور بالأمان وبأنك لا تزالين موجودة ولم تتخلي عنه. 

 

- كوني واضحة مع الطفل: عندما يبلغ الأطفال سناً معينة يستطيعون فيها أن يفهموا ما تقولينه، من المهم أن تشرحي لهم لم تعتني بهم امرأة أخرى خلال غيابك، كما من المهم أن تشرحي لهم بأن تلك المربية لها عائلتها أيضاً وستعود اليها في يوم ما. هذا سيقلل من مخاطر المعاناة من قلق الانفصال عن المربية عندما ترحل كما وأنه سيسلط الضوء على واقع أن هذه المرأة لن تظل في المنزل الى الأبد. في هذا الحين عليك أن تعوضي على الطفل من خلال تواجدك في المنزل بنفسك كي لا يمر بهذا التفكير الصادم ويشعر بأن الجميع تخلوا عنه. 

 

تذكري أن المربية متواجدة لمساعدتك لا لتكون بديلتك. لا يمكنك أن تسعي الى اكتساب طفلك من جديد عندما يكون قد ترعرع على يدي المربية فسيستاء منك وسيتصرف بطريقة معاكسة.

 

اقرأي المزيد من المواضيع عن تربية الاطفال على موقع صحتي:

 

- هذه المسؤوليات يجب ان يتحملها الاهل في تربية الاطفال

- كيف يجب تربية الطفل في عامه الاول؟

- انتبهي الى هذه المفاهيم الخاطئة عن تربية الاطفال

‪ما رأيك ؟