من المعروف أنّ الطفل يعرف رائحة أمّه فور ولادته، لذلك يقوم الطّبيب بوضعه بالقرب منها لحظة الولادة لكي لا يُفارق رائحتها وليشعر تربط بدقّات قلبها كما كان يشعر بها وهو في داخل الرّحم.
فكيف تؤثّر رائحة الأمّ على طفلها؟ الجواب في هذا الموضوع من موقع صحتي.
تُشعر الطّفل بالأمان
يستطيع الطفل أن يُفرّق بين الحليب الذي تُفرزه أمّه من أنواع الحليب الأخرى، كما يُمكنه التمييز بين رائحة ثديي أمّه عن باقي الرّوائح.
لذلك يُنصح الأمّ بضمّ طفلها بشكلٍ كافٍ بعد الولادة مباشرةً لأنّه عندما يعتاد على رائحةٍ معيّنة فإنّه يشعر بالأمان عندما يشتمّها مرّة أخرى مراراً وتكراراً.
لذلك، يبكي الطّفل في العادة عندما يقترب منه أيّ شخصٍ غريب؛ إذ أنّ روائح الأشخاص الغرباء تولد لدى الطّفل مشاعر الاستغراب والخوف وانعدام الأمان.
تُخفّف من ألم الطّفل
يماثل تأثير رائحة الأمّ على طفلها تأثير المسكّنات بالنّسبة إلى المريض؛ حيث أنّ وجود الطّفل بالقرب من أمّه خلال المعاينة الطبّية أو خضوعه للقاحات يُخفّف من الألم الذي قد ينتج عنها.
من هنا، فإنّ رائحة الأمّ تُعدّ من مسكّنات الألم بالنّسبة إلى طفلها، ما يُساعد الأخير على تحمّل الألم بفضل أمّه ووجودها بالقرب منه.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الطّفل لا يميّز الرّوائح على أنّها رائحة شخصٍ أو أيّ شيءٍ آخر، ولكنّه يربط الرّائحة بالمشاعر التي يتعرّض لها وهو يشتمّها؛ فهو في أيّامه الأولى لن يُميّز أنّ هذه الرائحة تخصّ أمّه إنّما يربطها بلمساتها الحنونة أو بالرّضاعة وطعم الحليب؛ ما يجعله في ما بعد يستعيد هذه المشاعر كلّما كان بالقرب من أمّه.
تنقل مشاعر الخوف للطّفل
تنقل الأمّ مشاعر الخوف لطفلها في الأياّم الأولى بعد ولادته، عبر رائحةٍ معيّنة يجري إفرازها في الأوقات التي تتعرّض فيها لمخاوف معيّنة.
ويُشار إلى أنّ هناك منطقةً معيّنة في الدّماغ مسؤولة عن نقل مشاعر الخوف في الأيّام الأولى من عمر الطّفل عن طريق رائحة الأمّ.
كلّ هذه المشاعر يُمكن أن تنقلها الأمّ لطفلها عن طريق رائحتها، وهذا ما يؤكّد متانة العلاقة المدهشة وغير المفهومة للبعض بين الأمّ وطفلها.
لقراءة المزيد عن تربية الأطفال إضغطوا على الروابط التالية:
كيف تعزّزين علاقتك بطفلك الرضيع؟
ما رأيك ؟