يشكل سرطان عنق الرحم سبباً لموت ما يفوق 300 ألف امرأة حول العالم سنوياً، كما أن معدل التشخيص العالمي لهذا المرض هو حالة واحدة في كل دقيقة، مع أنه من أكثر أنواع الأمراض التي يمكن الوقاية والشفاء منها بحسب منظمة الصحة العالمية، وهنا تكمن ضرورة التشخيص المبكر الذي يساهم في الحفاظ على حياة المرأة وصحتها. فكيف يتم الكشف عن سرطان عنق الرحم؟
سرطان عنق الرحم
عنق الرحم أو cervix uteri هو الجزء السفلي من الرحم في الجهاز التناسلي الأنثوي، شكله أسطواني وهو يصل ما بين جوف الرحم وتجويف المهبل، ويشكل المعبر الذي تمر من خلاله الحيوانات المنوية التي تدخل إلى الجسم من المهبل، كما أنه يساعد في حماية الجزء العلوي من الجهاز التناسلي ويحميه من دخول الملوّثات إليه، ويسهل خروج دماء الحيض من جسم المرأة وخروج الجنين عند الولادة.
يحدث سرطان عنق الرحم عندما يكون هناك نمو غير طبيعي للخلايا في عنق الرحم، ومن الممكن أن يكون هذا السرطان من النوع الغزوي invasive الذي من شأنه أن يصيب الخلايا العميقة من عنق الرحم ومن الرحم، كما ويمكن أن ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم مثل المهبل والرئتين والمثانة والكبد والمستقيم مما يشكل خطراً حقيقياً على حياة المرأة.
ولكن هذا النوع من السرطان بطيء الإنتشار، لذلك فإن الكشف المبكر عنه يشكل فرصة جدية للوقاية من انتشاره وعلاجه بالشكل المطلوب.
الأسباب والأعراض
يبدأ سرطان عنق الرحم عندما تتعرّض الخلايا إلى تغيّرات جينية أو طفرة جينية، فتبدأ الخلايا السرطانية بالظهور والتكاثر بمعدل غير طبيعي مما يشكل الورم السرطاني الذي يمكن أن يغزو الأجزاء الأخرى من الجسم وأن يؤدي إلى تعطيل أداء الأعضاء الحيوية، مما يشكل خطراً على الحياة. والأسباب العلمية للإصابة بسرطان عنق الرحم ليست جميعها معروفة حتى اليوم، ولكن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بهذا المرض، ولكنه ليس السبب الوحيد، فليست كل النساء اللواتي يعانين من هذا السرطان قد سبق لهن وأصبن بفيروس الورم الحليمي.
أما الأعراض فهي الألم في منطقة الحوض واسفل الظهر، ظهور بقع من الدماء أو نزيف خارج أوقات الطمث، الألم والنزيف عند ممارسة العلاقة الزوجية وعند الخضوع إلى فحص نسائي وعند الاغتسال، استمرار الحيض لفترات أطول من المعتاد وزيادة كمية النزيف، زيادة في إفرازات المهبل، حصول نزيف بعد سن انقطاع الطمث.
تشخيص سرطان عنق الرحم
من المهم أن تخضع المرأة إلى اختبارات صحية دورية لتطمئن على صحة جهازها التناسلي، وتتضمّن هذه الفحوصات مسح عنق الرحم وأخذ العينات والخزعة والتنظير المهبلي والعديد من أنواع الفحوصات المخبرية التي من شأنها أن تكشف وجود أي خلل في الخلايا الموجودة في عنق الرحم لاكتشاف الورم أو أي كتلة ممكن أن تشير إلى أي شيء خطير لعلاجه وإنقاذ المرأة من مضاره ومضاعفاته.
المزيد حول الأمراض التناسلية في ما يلي:
3 أنواع من الأمراض يمكن أن تصيب الجهاز التناسلي عند المرأة حتّى قبل الزواج!
ما هي أبرز الأمراض التناسلية التي تصيب النساء؟
الأمراض التناسلية... تعرفوا عليها لتوقفوا انتشارها!
ما رأيك ؟