في القديم، كانت النساء المصابات بالأمراض المزمنة مثل السكري والتهاب المفاصل والضغط المرتفع تُنصح بعد الإنجاب لأسباب عديدة تجعل الحمل والولادة أمرين خطيرين بالنسبة لها وللطفل. ولكن بفضل التقدّم الطبي اليوم، أصبح بمقدور هؤلاء النساء الحمل والإنجاب بشرط التخطيط الجيّد للحمل، والمتابعة الطبية الحثيثة. في هذا المقال سوف نتناول وإياك موضوع إلتهاب المفاصل الروماتويدي والحمل، تأثيراته على الخصوبة، وبعض المحاذير المتعلقة بالإنجاب بالنسبة إلى المرأة المصابة به.
تأثير التهاب المفاصل على الخصوبة
في الحقيقة إن مرض التهاب المفاصل الروماتويدي لا يؤثر بحد ذاته على الخصوبة وعلى إمكانية الحمل، ولكن من الممكن أن تجد بعض النساء المصابات به صعوبة في إنجاح الحمل، بسبب بعض أنواع الأدوية التي تتناولها هذه النساء والتي من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي على الإباضة وأن تمنعها في بعض الأحيان مما يمنع حصول الحمل. كما أن هذه الأدوية المستعملة لعلاج التهاب المفاصل من الممكن أن تسبب اضطرابات في هرمونات الجسم عند المرأة مما يصعّب عملية الحمل.
التهاب المفاصل خلال الحمل
تشير بعض الأبحاث العلمية إلى أن العديد من النساء صرّحن بأن أعراض مرض التهاب المفاصل الروماتويدي قد خفّت لديهن أو حتى اختفت عند بعض الحالات خلال الحمل. ليس هناك أي أسباب علمية معروفة وراء اختفاء الأعراض في الحمل، ولكن هناك العديد من النظريات التي تحاول شرح هذه الظاهرة.
ومن أبرز هذه النظريات تلك التي تنطلق من فكرة أن هذا الإلتهاب يؤدي إلى سوء تصرّف جهاز المناعة الذي يقوم بمهاجمة أنسجة وخلايا الجسم، ولكن خلال الحمل فإن جهاز المناعة لا يكون بالنشاط نفسه حتى لا يهاجم الجنين على أنه جسم غريب، وهكذا تخف أعراض إلتهاب المفاصل مع ركود عمل جهاز المناعة.
ولكن 40-50% من النساء الحوامل المصابات بالتهاب المفاصل الروماتيودي يحتاجون إلى العلاج خلال الحمل لأنهن يعانين من الأعراض باستمرار. وفي هذه الحالة من الضروري أن تتبع المرأة إرشادات الطبيب بحذافيرها أثناء الحمل بما يخص تناول الأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية حتى تمضي هذه الفترة بسلام، ولا يتعرّض الجنين إلى أي نوع من الخطر أو المشاكل الصحية. وذلك لأن بعض أنواع الأدوية التي تتناولها المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي وإن كانت آمنة بالنسبة إلى الجنين إلا أنها من الممكن أن ترفع احتمالات إصابة الأم بسكري الحمل أو تسمم الحمل.
أهمية التخطيط الصحيح
إن التخطيط الصحيح للحمل في حال إصابة المرأة بالتهاب المفاصل يعني أن تستشير الطبيب بخصوص الوقت الأنسب للحمل، وذلك غالباً يكون في الفترة التي يكون فيها مستوى المرض في جسمها منخفضاً وهي لا تعاني من نوبةشديدة من المرض.
كذك عليها الإلتزام بإرشادات الطبيب قبل الحمل وخلاله بما يخص نظامها الغذائي الصحي، عدد الكيلوغرامات التي يمكن أن تكتسبها خلال الحمل، والإلتزام بممارسة الرياضة الآمنة لحالتها.
إقرئي المزيد حول صحة المفاصل:
هذه العلاجات الطبيعية تساعد في التخلّص من آلام التهاب المفاصل المزمن
لالتهاب المفاصل علاجات عدّة... لا تستسلموا للألم!
الى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي ... لا تفوتوا هذه النصائح الضرورية!
ما رأيك ؟