بالأمس اكتشفت أنك حامل واليوم بدأت تحلمين برؤية طفلك المنتظر، وترسمين له صورة في خيالك. كيف سيكون شكله، هل سيكون لون شعره وعينيه وبشرته مثلي أو مثل أبيه..؟ ممن سيرث طباعه..؟ ماذا يمكنني أن أتوقّع من هذا الطفل الذي يتكوّن، في أحشائي..؟
هل يمكن توقّع شكل المولود؟
في الواقع، لا يمكنك أبداً توقّع شكل ولا طباع جنينك، وذلك لأن الموضوع برمته وتفاصيله مرتبط بعلم الوراثة والجينات، وذلك يفترض آلاف الإحتمالات لتفاصيل تكوين هذا الطفل، فما عليك إلا الإنتظار تسعة أشهر للبدء باكتشاف الأجوبة. ولكن نحن هنا لمحاولة إعطائك فكرة حول الصفات الوراثية للجنين، وكيف يمكن أن يكتسبها.
كيف تنتقل الجينات؟
إن الصفات التي تنتقل إلى الجنين منذ لحظة تكوينه تكون على شكل جينات موجودة في الحمض انووي الذي تنقله الكروموزومات من الوالدين إلى الجنين.
وعدد هذه الكروموزومات هو 46، تكون على شكل أزواج، نصفها آتٍ من الأم والنصف الآخر من الوالد. هذه الأزواج يميّز بينها علم الجينات الوراثية من خلال إعطائها أرقاماً، ما عذا زوج واحد منها، لا يحمل رقماً، وهو المسؤول عن تحديد جنس الجنين.
إذاً، فالصفات الموروثة من قبل الجنين من حيث الشكل والطباع والعادات التي تأتي بالفطرة، يتأتى نصفها من ناحية أبيه والنصف الآخر من ناحية أمه، وهذه الصفات تشمل الشكل الخارجي، مثل لون الشعر أو العنين أو البشرة، شكل الأنف، بنية الجسم، وغير ذلك، إضافة إلى المشاكل الصحية والأمراض المزمنة التي يمكن أن تنتقل بالوراثة.
مثال على ذلك، إذا كانت بشرة الأم سوداء، وبشرة الأب بيضاء، ممكن أن يولد الطفل ببشرة متوسطة metis. إذا كانت عيون الوالدين زرقاء، يمكن أن يولد الطفل بعينين زرقاء، ... ولكن الأمر ليس بهذه السهولة والبساطة، فالجينات منها ما هو سائد dominant، ومنها ما هو متنحّي recessive. الجينات السائدة تفرض نفسها على تلك المتنحية. مثلاً بالنسبة إلى لون العينين، فإن جينات اللون البني هي سائدة، لذلك إذا كانت جينات الأب زرقاء وجينات الأم بنية، فعيني المولود تكون بنية، ولكنه يحمل الجينات الزرقاء المتنحية من الأم. وهو في المستقبل غذا تزوّج من فتاة تحمل بدورها الجينات الزرقاء، فإن عينيّ طفلهما ستكون زرقاء.
لذلك، لا تشغلي بالك كثيراً بشكل المولود القادم، بل حضّري لاستقباله بحب في العائلة، واهتمي بصحتك وصحته خلال الحمل، واعلمي أنه سيحمل الكثير من شكلك ومن طباعك، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شكل وطباع والده.
المزيد حول مراحل نمو الجنين في ما يلي:
5 مؤشّرات هامة تدلّ على أنّ الجنين بصحّة ممتازة!
ما رأيك ؟