عندما تسمع المرأة الحامل خبراً مفرحاً، يقال أن الجنين يفرح معها ويعبر عن ذلك من خلال بعض الحركات والركلات. بينما عندما تحزن المرأة الحامل، فإن جنينها أيضاً يحزن معها. فهل هذه الإعتقادات صحيحة، وكيف تؤثر الحالة النفسية للحامل على الجنين، وبشكل خاص حزنها؟
تأثير الحزن على الخصوبة
أولاً من المهم أن تعرفي أن الحزن لديه تأثير مباشر على إنتاج الجسم للهرمونات الأنثوية المسؤولة عن خصوبة المرأة، لذلك فإن التعرّض إلى الحزن والتوتّر بشكل مستمر من شأنه أن يتسبب بتأخير الحمل. أما تأثير الحزن على الحامل والجنين فهو على الشكل التالي:
خلال الفترة الأولى من الحمل، الحزن والقلق يكونان عاملان مؤثران على صحة الحمل وعلى استمراره، كما أن التعرّض للأزمات بشكل مستمر خلال الحمل يصعّب الولادة الطبيعية، لأن الإنقباضات الرحمية في هذه الحالة لا تكون منتظمة، وبالتالي فإنها تسبب تصلباً في عنق الرحم ولا تساعد على تمدده ليتيح مرور الجنين من خلاله.
أما التأثيرات على الجنين فسببها أن هذا الأخير يتفاعل مع المحيط الخارجي، أي أنه لا يعيش بمعزل عن كل ما تمر به أمه، بل أنه يشعر بتغيراتها النفسية وتقلباتها المزاجية. ومع أن التقلبات المزاجية العادية التي تتعرض لها أغلبية النساء خلال الحمل ليس لها تأثير على الجنين، إلا أن حالة الحزن والتوتّر المستمرة من شأنها أن تزيد من إفرازات هرمونات الإجهاد في الجسم والتي تصل إلى الجنين من خلال المشيمة وتؤثر على عمل جهازه العصبي.
فبحسب عدد من الدراسات العلمية، إن حالة الغضب والتوتّر والحزن والبكاء عند المرأة الحامل يؤثران بشكل مياشر على طبع الجنين ومزاجه، وليست العوامل الوراثية وحدها التي تقرر كيف سيكون طبع الجنين بعد الولادة، بل أيضاً الظروف النفسية التي يعيش في وسطها في رحم أمه خلال فترة الحمل. فالهرمونات التي يفرزها جسم الأم عند الشعور بالحزن تصل إلى الجنين عبر المشيمة وتسبب له الإزعاج وتمنعه من النوم. لذلك من الضروري جداً أن تحافظ المرأة الحامل على سلامها الداخلي وأن تتمسك بالهدوء والسعادة قدر الإمكان لينعكس ذلك إيجاباً على الصحة النفسية للجنين.
المزيد حوا الحالة النفسية للحامل في هذه الروابط:
هل يمكن للحمل والعلاج النفسي أن يجتمعان؟
جرعة من التفاؤل ضروريّة للحامل... تجنّبوا قول هذه العبارات
هذه الأسباب قد تجعل الحامل تبكي في ثوانٍ
ما رأيك ؟