الهيموفيليا مرض شائع ولكن قليلون يدركون حقيقته وكيفية التنبّه لعوارضه ما يمكن أن يعرّض الشخص المصاب به لمخاطر عديدة. ولنبدأ أولاً بشرح كلمة هيموفيليا، فهي تعني سيولة الدمّ، وبالتالي فهي تشير الى أحد أمراض الدمّ الوراثية الناتجة عن نقص أحد عوامل التجلّط في الدمّ بحيث لا يتخثر بالشكل المعتاد ما يجعله ينزف لمدّة أطول. وما يجب أن تعرفوه أنّ التخثّر يحمي الجسم من النزيف وفقدان كميات كبيرة من الدمّ، والتئام الجروح يكون بوجود سلسلة من العناصر تبدأ من ۱ الى ۱۲ عنصراً، وأي نقص فيها قد يبطل عملية التخثّر. وهناك ثلاث أنواع من الهيموفيليا لا بدّ أن تتعرّفوا عليها، أولها هيموفيليا (أ) الناشئة عن نقص عامل التجلّط ٨ وهي الاكثر شيوعاً. أمّا الهيموفيليا (ب) فناتجة عن نقص العامل ٩، فيما الهيموفيليا (ج) ناقصة عن تجلّط العامل ۱۱.
عوارض يجب ملاحظتها
بما أنّ الهيموفيليا مرض وراثي، يجب التنبّه الى العوارض منذ اللحظة الاولى التي يولد فيها الطفل. فغالباً ما يكتشف المرض بعد إجراء عملية الطهارة للطفل الذكر حيث يستمر الجرح في النزف لمدة طويلة. أمّا عند الفتيات، فيلاحظ أنّ الكدمات تترك وراءها بقعاً زرقاء تحت الجلد في السنة الاولى والثانية من العمر، تماماً كما عند الذكور. ويجب على الام ان تتنبّه الى غزارة سيلان الدمّ من الانف، أو وجود نزف بعد إعطاء الحقن العضلية. ويمكن للأمور أن تتطوّر الى نزف في الاعضاء الداخلية خصوصاً على صعيد الجهاز الهضمي أو البولي، وفي بعض الحالات يمكن للنزيف أن يحدث في المخّ ما يؤدي الى الوفاة.
التعامل مع المرض
عند ملاحظة أي من هذه العوارض يجب إستشارة الطبيب سريعاً، سواء كان طفلاً أو أكبر سنّاً. ويجب أن تطلع كلّ ممرّضة على حالتك قبل القيام بأي فحوصات لأنّ سحب الدمّ مثلاً يمكن أن يكون خطيراً ويسبّب نزيفاً لا يتوقّف. كما يجب أن تتنبّهوا عند زيارة طبيب الاسنان، وتحموا أنفسكم من الكدمات والرضوض وتبتعدوا عن الرياضات العنيفة، بالإضافة الى استشارة الطبيب قبل تناول اي دواء يزيد من النزيف مثل الاسبرين والآيبوبروفين فالطبيب وحده قادر على وصف الادوية الصحيحة لكم.
ما رأيك ؟