مخاطر مخفية لمكمّلات الكالسيوم... نكشف لكم عنها!

مخاطر مخفية لمكمّلات الكالسيوم... نكشف لكم عنها!

مخاطر مكملات الكالسيوم

بقلم مونيك حلو*

من الشائع أن نسمع دائماً عن أهمية تناول كمية كافية من الكالسيوم، وغالباً من خلال شرب الحليب، لبناء عظام قوية. ومع ذلك، تغيّرت الأمور نوعاً ما لدى البالغين نحو تناول مكمّلات الكالسيوم كبديلٍ مريح. في حين أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام، مما يجعل تناول الكالسيوم أمراً حاسماً، إلّا أنّ الأبحاث الحديثة تشير إلى أنّ المكملات قد لا تكون كافية لحماية للعظام كما كنّا نعتقد في السابق. ليس فقط فعاليّة المكملات محل شكّ، بل هناك أيضاً بعض المخاوف من أنّها قد تساهم بحدوث في مشاكل صحية مثل أمراض القلب والأوعية الدمويّة والتضخم الشرياني وحصى الكلى بسبب القدرة المحدودة للجسم على معالجة الكالسيوم بجرعات عالية في وقتٍ واحد.


إعادة التفكير في مكمّلات الكالسيوم:

تؤكد إيرين ميشوس، الدكتورة في الطّب والعلوم الصحيّة، على أهمية إختيار المصادر الطبيعية لتناول الكالسيوم بدلاً من المكمّلات. وهي تعتبر أنّ الجسم لا يعالج المواد المغذية المعتمدة على الحبوب بنفس الفعالية التي يعالج بها المواد المغذية المأخوذة من الطعام. وعلى الرغم من المعتقدات الشائعة، فإنّ الأدلة التي تدعم فعالية مكملات الكالسيوم في تقوية العظام ليست قوية كما يعتقد البعض، وهناك مخاوف متزايدة بشأن المخاطر الصحية المحتملة لهذه المكملات، بما في ذلك عدم وجود فائدة في منع كسور الورك وارتباطات محتملة بمشاكل صحية مثل أمراض القولون وحصى الكلى والتضخم الشرياني، مما يثير مخاوف بشأن مخاطر صحة القلب الناجمة عن تناول المكملات بشكلٍ مفرط.


طريقة أكثر أماناً لصحة العظام:

يوصي الخبراء الصحيون بشكلٍ متزايد بالحصول على الكالسيوم مباشرةً من الأطعمة بدلاً من الإعتماد على المكملات. ويعود هذا التحوّل إلى القدرة الفائقة للجسم على معالجة واستفادة من الكالسيوم الموجود في الأطعمة.

وتُنصح الإناث اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و 50 عاماً بتناول 1000 ملغ من الكالسيوم يومياً، ويزداد التوصية إلى 1200 ملغ يوميًاً لأولئك الذين تجاوزوا سنّ الخمسين. ولتلبية هذه الإحتياجات عبر النظام الغذائي، يُنصح بإضافة الأطعمة التالية الغنية بالكالسيوم إلى وجباتك:

- اللوز
- البرتقال
- التين المجفف
- فول الصويا
- الحمص والفاصوليا البيضاء والفاصوليا البنية
- منتجات الألبان العضوية قليلة الدسم مثل الحليب والزبادي
- الخضراوات الورقية مثل الكرنب والسبانخ

- ممارسة النشاط البدني بإنتظام أمر حاسم لصحة العظام. ممارسة الأنشطة التي تحمل الوزن مثل المشي والجري وتمارين القوة تلعب دوراً رئيسياً في منع فقدان كثافة العظام. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ زيادة الحركة اليومية يمكن أن تساهم أيضًا في تقوية العظام. وتشير الدراسات إلى أن تقليل السلوك السكوني، مثل الجلوس لفترات طويلة، يقلل بشكل كبير من خطر كسور الورك. يمكن أن تحقق تغييرات بسيطة مثل إختيار السلالم بدلاً من المصاعد أو المشي بمسافات أطول فرقاً معنوياً.


وبالتالي، من خلال الجمع بين نظام غذائي غني بمصادر الكالسيوم الطبيعية وممارسة التمارين التي تحمل الوزن بإنتظام، يمكن للأفراد تعزيز قوة العظام بأمان. تحمي هذه الطريقة من المخاطر المحتملة المرتبطة بتناول جرعات عالية من الكالسيوم من خلال المكملات، وتقدم إستراتيجية أكثر فعالية وأقل خطورة للحفاظ على صحة العظام.


في الختام، دعونا نتبنى مساراً أكثر طبيعية لصحة العظام، ونعطي الأولوية لنظام غذائي متوازن ونمط حياة نشط بدلاً من الإعتماد على مكملات الكالسيوم. كما قالت هيلين كيلر بحكمة: "الحياة إمّا مغامرة جريئة أو لا شيء على الإطلاق". دعونا نستلهم هذا الإقتباس لنتحكم في صحتنا بطريقة شاملة ومغامرة. لنمنح أنفسنا القوة نحو مستقبل أقوى وأكثر صحة، مبينين أن أفضل طريقة للصحة هي تلك التي نمهدها بخيارات مدروسة وواعية.

نبذة عن المدرّبة مونيك حلو:

مونيك حلو هي مدرّبة متخصّصة في الصحّة التكاملية وأخصائية تغذية شاملة، حاصلة على درجة الماجيستر في الصحّة العامة. بدأت رحلتها الشخصية في العام 2001 بخسارة كبيرة، فقد أشعلت وفاة والدها الناجمة عن خطأ طبيّ شغفها بالطبّ الوقائي، ما دفعها الى استكشاف الروابط المعقّدة والمتشابكة ما بين التغذية وصحّة العقل والجسد والروح.

بصفتها الشريكة المديرة لشركة "بالانس بوست" في دبي، تقود مونيك تطوير حلول صحية مبتكرة، بما في ذلك تطبيق صحة متكاملة متطور. وتمتد خبرتها إلى تأليف العديد من الكتب حول صحة الدماغ ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، مما يوفر رؤى قيمة حول الحفاظ على الصحة الشاملة.

يمكنكم متابعتها عبر موقعها أو مواقع التواصل الاجتماعي: فايسبوك، ثريدز، لينكد ان.


اطرحوا اسئلتكم حول الأعراض التي تلاحظونها او الأمراض التي تعانون منها على أخصائيين عبر ٳستشارة أونلاين من خلال الدخول الى www.sohatidoc.com وحجز الموعد المناسب لكم مع الطبيب الذي تختارونه.

المزيد من المواضيع الصحية المهمّة عبر الروابط التالية: 

اكتشفوا معنا الارتباط ما بين صحّة الأمعاء والدماغ!

ما هي أبرز العوامل التي تؤدّي الى إحمرار العينين التحسّسي؟

صلة لا تعرفونها بين مشاكل اللثة وأمراض القلب!

‪‪مقالات ذات صلة
‪‪إقرأ أيضاً
‪ما رأيك ؟