صلة لا تعرفونها بين مشاكل اللثة وأمراض القلب!

صلة لا تعرفونها بين مشاكل اللثة وأمراض القلب!

مشاكل اللثة وامراض القلب

بقلم مونيك حلو *

من المعروف على نطاق واسع أنّ الحفاظ على النظافة الفموية أمر حاسم لابتسامة صحية. ومع ذلك، فإنّ الكثيرين لا يدركون التأثير الكبير الذي يمكن أن يكون لصحّة اللثة على صحّة القلب والأوعية الدموية. وقد أظهرت الدراسات الحديثة، بما في ذلك تلك المنشورة في مجلة Periodontology والجمعية الأميركية للقلب صلة مذهلة بين مرض اللثة وأمراض القلب. وتسلّط هذه الصلة الضوء على الطرق المعقدة التي تؤثر بها الصحة الفموية على صحتنا العامة.

 

فهم مرض اللثة

يبدأ مرض اللثة بتراكم البلاك اللزج على الأسنان. ومن المثير للاهتمام أن هذا البلاك مختلف عن البلاك الذي يسدّ الشرايين ويكون وراء أمراض القلب. ولكن على الرغم من الاختلافات، فالأبحاث الحديثة، مثل دراسة أجريت في كلية هارفارد الطبيّة، تشير إلى أن الأفراد الذين يعانون من مرض اللثة لديهم احتمالية 50٪ أكبر للإصابة بنوبة قلبية مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون منه.

 

عوامل الخطر الشائعة

انّ الصلة بين صحّة اللثة وصحّة القلب تعود الى العوامل المشتركة. فالنظام الغذائي

الغنيّ بالسكر والدهون غير الصحية يزيد من حدة التهاب اللثة (التهاب اللثة) وتصلب الشرايين. وهذا التصلّب هو عبارة عن حالة يتراكم فيها الدهون والكوليسترول ومواد أخرى في جدران الشرايين. بالمثل، فإنّ التدخين عامل الخطر المشترك الآخر، يضرّ بأنسجة اللثة ويساهم في تراكم البلاك الشرياني، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

 

أبعد من العوامل المشتركة

تشير الأبحاث الحديثة، مثل النتائج المنشورة في مجلةCirculation ، إلى أنّ مرض اللثة قد يؤثر بشكل مستقلّ على صحة القلب. فيمكن للبكتيريا الفموية أن تدخل الدورة الدموية، مسبّبة التهاب الشرايين، ويمكن أن يساهم ذلك في التسبّب بمشاكل القلب. كما يمكن أن تزيد من الالتهاب الجهازيّ، وهو عامل معروف في العديد من الحالات الصحية. لذا فانّ كلّ ذلك يسلّط الضوء على مرض اللثة كعامل خطر محتمل لمشاكل صحية أوسع نطاقاً، بما في ذلك صحة القلب.

 

تدابير وقائية

في حين لا يوجد دليل حاسم على أن النظافة الفموية تمنع النوبات القلبية، إلا أنّ ارتباطها المحتمل بصحة القلب يجعلها أمراً حاسماً. فالفرشاة العادية والخياطة والفحوصات الأسنان المنتظمة وتجنب التدخين من الأمور الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، يعدّ التركيز على الأطعمة التي تحارب البكتيريا الفموية الضارة أمراً مهمّاً بنفس القدر. ومن هذه الأطعمة:

-  الجبن والزبادي: انّها غنية بالكالسيوم والفوسفات، فهي تساعد على تحييد الأحماض وإعادة بناء المينا في الأسنان.

-  الفواكه والخضروات المقرمشة: التفاح والجزر والكرفس يعملون مثل فرشاة الأسنان الطبيعية.

-  الشاي الأخضر والأسود: يحتوي على البوليفينولات التي تتفاعل مع بكتيريا البلاك.

-  اللوز: منخفض السكر وغنيّ بالكالسيوم والبروتين، ما يُعتبر رائعاً للأسنان.

-  الخضروات الورقية: غنية بالكالسيوم وحمض الفوليك، فتُعتبر مفيدة جداً للصحّة الفموية.

-  البصل: خصائصه المضادة للبكتيريا فعالة ضد بكتيريا مرض اللثة.

يمكن أن تساهم تضمين هذه الأطعمة في نظامك الغذائي في مكافحة البكتيريا الفموية ودعم الصحة العامة.

 

الاستنتاج

انّ الفهم المتزايد للصلة ما بين مرض اللثة وصحة القلب يؤكد أهمية النظافة الفموية للرفاهية العامة. فمن خلال الرعاية الأسنان المنتظمة والنظام الغذائي المتوازن، يمكننا ليس فقط الحفاظ على ابتسامة صحيّة، بل وربما حماية صحة قلبنا.


نبذة عن المدرّبة مونيك حلو:

مونيك حلو هي مدرّبة متخصّصة في الصحّة التكاملية وأخصائية تغذية شاملة، حاصلة على درجة الماجيستر في الصحّة العامة. بدأت رحلتها الشخصية في العام 2001 بخسارة كبيرة، فقد أشعلت وفاة والدها الناجمة عن خطأ طبيّ شغفها بالطبّ الوقائي، ما دفعها الى استكشاف الروابط المعقّدة والمتشابكة ما بين التغذية وصحّة العقل والجسد والروح.

بصفتها الشريكة المديرة لشركة "بالانس بوست" في دبي، تقود مونيك تطوير حلول صحية مبتكرة، بما في ذلك تطبيق صحة متكاملة متطور. وتمتد خبرتها إلى تأليف العديد من الكتب حول صحة الدماغ ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، مما يوفر رؤى قيمة حول الحفاظ على الصحة الشاملة.

يمكنكم متابعتها عبر موقعها أو مواقع التواصل الاجتماعي: فايسبوك، ثريدز، لينكد ان.

اطرحوا اسئلتكم حول الأعراض التي تلاحظونها او الأمراض التي تعانون منها على أخصائيين عبر ٳستشارة أونلاين من خلال الدخول الى www.sohatidoc.com وحجز الموعد المناسب لكم مع الطبيب الذي تختارونه.

تابعوا المزيد من المواضيع حول الصحّة الفموية عبر موقع صحتي:

ما هي الأسباب وراء التهاب اللثة؟

كيف يمكن علاج اللثة الملتهبة في المنزل؟

ما سبب خرّاج الفم؟

‪ما رأيك ؟