ربما يبدو لكم إسم هذا المرض غريباً، فهل هناك مرض خاص بالقطط يمكن أن يصيب الإنسان؟ والى أي حدّ يمكن أن يكون خطيراً؟. إذا كنتم تقتنون القطط او أنّ هناك قططاً في جواركم، لا بدّ أن تتعرفوا على هذا المرض الذي يحمل علمياً إسم التوكسوبلازما (Toxoplasmosis)، وهو ينتج عن الإصابة بطفيل أحادي الخليّة يُسمّى توكسوبلازما جوندياي (Toxoplasma gondii)، وهذا الطفيل يمكن أن يؤثر على العديد من أعضاء الجسم مسبّباً أعراض مختلفة تشمل الجهاز التنفسي وقد تصل الى حدّ الإلتهاب الرئوي. ولكن ما علاقة القطط بذلك؟ إنّ هذه الحيوانات، وخصوصاً الضالة منها تلعب دوراً أساسياً في إنتقال هذا المرض الى الحيوانات الأخرى أو الى البشر. فبعد إصابة القطّ بالطفيل يفرز ملايين الطفيليات التي تصيب الأراضي والحقول، وتعيش فيها أشهراً وسنوات حتّى، وهكذا تتمّ عدوى الإنسان عن طريق إستهلاك الخضراوات والفواكه المصابة، بالإضافة الى لحوم الأبقار والأغنام. كما أنّ الأشخاص الذين يقتنون القطط، أو يهتمون بتلك الضالة منها معرّضون أكثر من غيرهم وذلك لأنّهم يضطرون الى التنظيف ورائها والاحتكاك بالبراز أحياناً حتّى ولو كان عن طريق الخطأ ما يؤدي الى نقل العدوى إليهم.
الوقاية من المرض
أول خطوة يجب أن تقوموا بها هي أن تدقّقوا في أي عوارض تلاحظونها لدى القطّ الذي يعيش في محيطكم، كإرتفاع درجة الحرارة، فقدان الشهيّة، الإسهال، صعوبة التنفّس مع إلتهاب الغدد اللمفاوية. وعندها يجب أن تنقلوا القطّ مباشرة الى الطبيب البيطري لمعاينته وتحديد سبل معالجته. لكن يجب أن تكونوا حذرين جداً من الأمكنة التي كان القطّ يتنقّل فيها خصوصاً في الحديقة، فربما يكون قد تبرّز على نبات معيّن تزرعونه. كما يجب حرق كلّ براز القطط المصابة ومكافحة الذباب والصراصير التي تنقل العدوى ميكانيكياً. وإذا كنتم تملكون أي مزارع أو مراعي تأكدوا من خلوّها من القطط القادرة على تسبيب مشكلة كبيرة في حال إصابتها بالعدوى، كما من الأفضل الإبتعاد عن القطط الضالة. وتجدر الإشارة الى أنّ أكثر الأشخاص المعرّضين للخطورة بسبب هذا المرض هن الحوامل اللواتي يمكن أن ينقلن العدوى الى الجنين بنسبة ٥٠ في المئة خصوصاً في الأشهر الأولى للحمل، ما يمكن أن يؤدي الى وفاته أو وجود بعض التشوّهات على صعيد الدماغ والمعاناة من أمراض العيون في حال لم يتمّ معالجة المراة بالشكل السريع والفعّال بعد ظهور أعراض المرض عليها.
ما رأيك ؟