السكري: الأنسولين لم يعد كما كان عليه من قبل...

السكري: الأنسولين لم يعد كما كان عليه من قبل...

لم تعد معادلة السكري = الأنسولين مدى الحياة = حقن غير مريحة لعدّة مرات في اليوم، صحيحة في معظم الحالات. فقد تحسّنت العلاجات بالأنسولين في أيامنا هذه. تلقي "صحتي" الضوء على العلاجات وعلى أبرز النصائح

 

ما هو العلاج بالأنسولين؟

الأنسولين هو هورمون ضروري للجسم، ويقوم بدور أساسي في تنظيم معدل السكر في الدم (جلوكوز). فالسكر في الدم يجب أن يكون ثابتاً في النهار.

فعندما تكون نسبته مرتفعة، بعد تناول وجبة على سبيل المثال، يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين الذي يؤدي إلى دخول السكر إلى الخلايا. ويمكن بعد ذلك أن يتخزن في الدهون، والكبد، والعضلات، الأمر الذي يؤدي إلى إزالته من الدم.

عند الإصابة بداء السكري يتوقف الأنسولين عن القيام بدوره وذلك لعدّة أسباب:

إما لأنّ البنكريس غير قادر على إفرازه: سكري النمط الأول. 

أو لأنّ الجسم قد توقف عن الاستجابة: سكري النمط الثاني.

 

ما هو دور الأنسولين في محاربة مرض السكري؟

إنّ توفير كميةإ ضافية من الأنسولين للجسم عندما يكون الدم غنياً بالسكر، في نمطي السكري، يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم.

وهذا أمر مهم على مستوى سكري النمط الثاني لأنّ معدّل السكر في الدم هو العامل الأساسي لوفات مرضى القلب والأوعية الدموية في إطار هذا المرض. كما أنه يسبب مجموعة من مضاعفات مرض السكري:

اعتلال الشبكية (السبب الرئيسي للعمى قبل سن 50) 

الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب)، وضعف التئام الجروح وغيرها...

أما على مستوى سكري النمط الأول، فإنّ هذا الأمر بالغ الأهمية: إذا كان الشخص مريضاً ولا يتناول علاجاً بالأنسولين فهذا الأمر يعرّضه للوفات بكل بساطة على المدى القصير. ففي الواقع، يمكن لجسمنا أن يتوازن من دون الأنسولين.

 

الأنسولين: قد تختلف العلاجات

بداية، لا بد من الإشارة إلى أنّ ليس كل المصابين بداء السكري ملزمون بعلاج الأنسولين. ففي عدد كبير من حالات سكري النمط الثاني، يمكن استبدال الأنسولين بأدوية تؤخذ عن طريق الفم. وسيتمثّل دورها في تخفيض مقاومةالأنسولين، أو تحفيز إفرازها الطبيعي من قبل الجسم.

وحتى في حال أصبح الأنسولين ضرورياً، فإنّ العلاج ليس هو نفسه لكل مرضى السكري.

على مستوى سكري النمط الأول، وبشكل عام، يجب أخذ الحقن ثلاثة أو أربعة مرات يومياً ومراقبة معدل السكر في الدم والتأكد منه لضمان أن الأمور كلها على خير ما يرام. أما على مستوى سكريالنمط الثاني، فإنّ أساليب العلاج متنوعة. فالحقن اليومية هي مهمة لعدد كبير من المرضى فيما يكتفي مرضى آخرون بحقنة واحدة.

 

الأنسولين: لقد تغيّرت العلاجات كثيراً

يعتقد الكثير من الأشخاص أن العلاجات القديمة بالأنسولين لا يزال يُعمل بها: علاج تقييدي للغاية، ومؤلم في كثير من الأحيان حيث لا بد من أخذ الحقن باستمرار...

لحسن الحظ، لقد تغير الزمن. فالإبر المستخدمة اليوم خفيفة جداً بحيث لا يشعر المرضى بوخز الإبر. بالإضافة إلى ذلك، إن استخدام الأقلام للحقن بدلاً من الإبر التقليدية تجعل من الوخز خفيفاً أكثر وغير مؤلم.

 

تطور في علاج السكريالإدارة الذاتية للسكر في الدم

من التطورات أخرى في علاج السكري في السنوات الأخيرة: تثقيف المريض والإدارة الذاتية في تناول الأنسولين. فالأطباء في أيامنا هذه يعرفون جيداً أنّ العلاج لا يصبح فعالاً من دون التعاون التام للمريض.

فالمريض لا يقوم بنفسه بشكّ الإبرة فحسب، بل هو قادر على تحديد ما إذا كان السكر في الدم ملائماً من خلال الفحوصات التي أصبح بإمكانه إجرائها بنفسه. إذاً، أصبح مرضى السكري شركاءً كاملين في صحتهم. باختصار، لم يعد مرضى السكري مرضى سلبيين يعانون من عقبات العلاج الوحشي...

‪‪مقالات ذات صلة
‪‪إقرأ أيضاً
‪ما رأيك ؟