من المعروف أنّ البوتوكس هو مادة بروتينية، تتميز بأنها تشبه في تركيبتها مادة الأستيل كولين التي تنقل الإشارات العصبية من الأعصاب للعضلات. وعند حقن هذه المادة ضمن العضلات، ترتبط بمستقبلات الاستيل كولين، فتمنعه بذلك من تحريض تقلّص العضلة.
حقن البوتوكس علاج سرطان
أجرى فريق بحث دراسة في مجال السرطان، أفادت أنّ حقن البوتوكس يمكن أن تصبح بديلاً رخيصًا وآمنًا وفعالاً للعلاج الكيميائي، في محاربة السرطان. فنتائج المرحلة الأولى من التجارب السريرية على عدد من المصابين بسرطان المعدة في النرويج، أثبتت فعالية البوتوكس في وقف نمو المرض الخبيث. وأفاد الباحثون أنّ الجهاز العصبي له دور في نمو الأورام السرطانية. فهناك عصباً يسمى العصب الحائر، الذي يساهم في نمو ورم المعدة الخبيث، وبالتالي يزيد من إفراز الناقلات العصبية التب تنقل الإشارات من الحواس الخمس إلى المخ.
ولتقييد نمو الورم، بدأ الفريق البحثي بعمل الاختبارات التي تمنع هذا العصب من إرسال الإشارة لنمو الورم السرطاني. ووجد أنه بإزالة تأثير العصب، إنّ الخلايا الجذعية للورم قد تم قمعها، مما أدى إلى علاج السرطان ومنع تكون الورم. بعدها، اختبر الفريق البحثي أربعة طرق لقطع الاتصال بين العصب الحائر والورم. أولاً، قطع العصب الحائر للمعدة، وثانياً العلاج بحقن البوتوكس لمنع إفراز الناقل العصبي. ثالثاً، إعطاء المريض عقار لمنع استقبال أى ناقل عصبي، ورابعاً، استئصال الجين المسؤول عن استقبال النواقل العصبية. وهكذا، أكثر الطرق نجاحًا كانت عبر قطع العصب الحائر عن المعدة، والعلاج بحقن البوتوكس.
وقد وجد الخبراء أنّ مادة الأستيل كولين تعتبر عاملاً أساسيًا لنمو الورم، والبوتوكس يمنع إفراز هذه المادة من الخلايا العصبية. بالإضافة إلى أنّ العلاج بالبوتوكس رخيص وآمن، ويتطلب البقاء في المستشفى لبضع ساعات فقط. وهكذا، يمكن اعتبار البوتوكس علاجاً بديلاً عن العلاج الكيميائي للمرضى الذين أصبحوا لا يستجيبون له في محاربة السرطان.
ما رأيك ؟