كيف تتخلّصون من السموم الرقمية؟

استعيدوا عقلكم! كيف تتخلّصون من السموم الرقمية؟

التخلص من السموم الرقمية

بقلم مونيك حلو*

في عالمنا المتصل بشكل مفرط اليوم، أصبحت الأجهزة الرقمية لا غنى عنها، مما يجعل العالم في متناول أيدينا. ومع ذلك، فإن هذه الاتصال المستمر يشكل أيضاً خطراً كبيراً على صحّتنا العقلية.

فبينما نتنقل عبر بحر المعلومات وتحديثات وسائل التواصل الاجتماعي، قد نجد أنفسنا نغرق في سمية رقمية. يمكن أن تؤثر هذه الظاهرة سلباً على صحة أدمغتنا، مما يؤدي إلى التحميل المعرفي، والمقارنة الاجتماعية، واضطراب النوم، والإجهاد البدني.

 

فهم السمية الرقمية

- تحميل المعلومات: تتعرّض أدمغتنا لتدفق مستمر من المعلومات. إشعارات، دورات أخبار، وتحديثات التطبيقات ترهق عقولنا، مما يجعل من الصعب تمييز المعلومات المهمة عن التافهة. يؤدي ذلك إلى صعوبة في اتخاذ القرارات وانخفاض الوضوح الذهني.

- المقارنة الاجتماعية: يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً ذو حدين. بينما تربطنا بالآخرين، فإنها تشجع أيضاً على المقارنات غير الصحية. نرى نسخًا مثالية لحياة الآخرين وقد نشعر بالنقص بالمقارنة، مما يؤدي إلى تضرر تقديرنا لذاتنا.

- اضطراب النوم: الضوء الأزرق من الشاشات يتداخل مع إنتاج الميلاتونين، مما يعطّل نومنا. يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة النوم، وسوء جودة النوم، وزيادة التعب

- الإجهاد البدني: يمكن أن يؤدي الوقت الطويل على الشاشة إلى إجهاد العين الرقمي، والذي يتسم بجفاف العين، والصداع، والرؤية الضبابية. يمكن أن تؤدي الوضعية السيئة الناتجة عن استخدام الأجهزة الممتد إلى مشاكل في الجهاز الهيكلي، كما أنّ السلوك الخامل يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية مزمنة.تؤدي هذه العوامل إلى تغييرات سلوكية ملحوظة، من الانزعاج بسبب قلة النوم إلى انخفاض مدى الانتباه والسحب الاجتماعي، حيث تحل التفاعلات الرقمية محل الروابط الحقيقية.

 

لماذا يمكن أن يعزز التخلص من السموم الرقمية صحة الدماغ؟

يتضمن التخلص من السموم الرقمية تقليل استخدام الأجهزة الرقمية بشكل متعمّد لاستعادة توازن صحي في حياتنا. يسمح لنا هذا الجهد الواعي بتخفيف التوتر، وتجديد النشاط، وإعادة الاتصال بالعالم الحقيقي. من خلال استعادة وقتنا وإعادة تعريف أولوياتنا، يمكننا إنشاء حدود رقمية أكثر صحة.

 

خطوات نحو التخلص الناجح من السموم الرقمية

- وقت الشاشة المحدد: حدّدوا ساعات معينة للاستخدام غير الضروري للشاشة. يمكن أن تساعد أدوات مثل "Freedom" أو "Stay Focusd" في فرض هذه الحدود عن طريق حظر المواقع المشتتة خلال الساعات المحددة.

- مناطق خالية من التكنولوجيا: أنشئوا حدوداً مادية من خلال تخصيص مناطق في منزلكم، مثل غرفة النوم أو غرفة الطعام، كمناطق خالية من التكنولوجيا. يعزّز هذا التفاعلات الحقيقية ويضمن عدم تعطل الأنشطة مثل النوم بسبب المشتتات الرقمية.

- أنشطة غير متصلة بالإنترنت: اكتشفوا هوايات لا تتضمن الشاشات. قراءة الكتب الورقية، الزراعة، الحرف اليدوية، أو الطهي توفر استراحة منعشة من العالم الرقمي وتحفز أجزاء مختلفة من دماغكم وإبداعكم.

- الاستهلاك الواعي: مارسوا الاستهلاك الواعي من خلال أن تكون معتمدّين بشأن أنشطتكم الرقمية. قبل أن تصلوا إلى جهازكم، اسألوا أنفسكم، "ما هو هدفي هنا؟". فذلك يقلّل من الوقت غير الضروري على الشاشة ويعزز جودة تفاعلاتكم الرقمية.

- النشاط البدني: عاكسوا طبيعة السلوك الخامل لوقت الشاشة من خلال دمج التمارين المنتظمة في روتينكم. يطلق النشاط البدني الإندورفين، مما يعزز مزاجكم ومستويات طاقتكم، مما يعزّز الصحة العامة.

- عطلة رقمية: في بعض الأحيان، قد تكون استراحة كاملة من الأجهزة الرقمية هي أفضل طريقة لإعادة الضبط. سواء كان ذلك لعطلة نهاية الأسبوع، أو أسبوع، أو لفترة أطول، فإن عطلة رقمية تتيح لكم إعادة شحن طاقتكم، والتأمل، والانخراط مع العالم من حولكم دون تدخل رقمي.

 

إعادة الاتصال بالعالم الحقيقي

في الختام، بينما يقدم العالم الرقمي مزايا عديدة، من الضروري التنقل فيه بوعي واهتمام. السمية الرقمية هي تحدٍ حقيقي، ولكن من خلال اتخاذ خطوات استباقية مثل التخلص من السموم الرقمية، يمكننا تحقيق علاقة متوازنة وصحية مع التكنولوجيا، مما يضمن صحتنا العقلية ورفاهيتنا العامة في هذا العصر الرقمي.

 

استمتعوا بالتخلص من السموم!


نبذة عن المدرّبة مونيك حلو:

 مونيك حلو هي مدرّبة متخصّصة في الصحّة التكاملية وأخصائية تغذية شاملة، حاصلة على درجة الماجيستر في الصحّة العامة. بدأت رحلتها الشخصية في العام 2001 بخسارة كبيرة، فقد أشعلت وفاة والدها الناجمة عن خطأ طبيّ شغفها بالطبّ الوقائي، ما دفعها الى استكشاف الروابط المعقّدة والمتشابكة ما بين التغذية وصحّة العقل والجسد والروح.

بصفتها الشريكة المديرة لشركة "بالانس بوست" في دبي، تقود مونيك تطوير حلول صحية مبتكرة، بما في ذلك تطبيق صحة متكاملة متطور. وتمتد خبرتها إلى تأليف العديد من الكتب حول صحة الدماغ ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، مما يوفر رؤى قيمة حول الحفاظ على الصحة الشاملة.

يمكنكم متابعتها عبر موقعها أو مواقع التواصل الاجتماعي: فايسبوك، ثريدز، لينكد ان.

 

كلّ أسئلكم حول الأمراض المتنوّعة يجيبكم عنها الأخصائيين المتوفّرين لاستشارة الكترونية عبر موقع www.sohatidoc.com احجزوا الموعد المناسب لكم!

تابعوا المزيد من المواضيع حول تأثيرات العالم الرقمي على الصحة عبر موقع صحتي:

كيف يؤثر الافراط في استخدام التيك توك على صحّتكم النفسية؟

ما هو العمر المناسب لاعطاء طفلكِ هاتفاً ذكياً؟

انتبهوا من مخاطر الهاتف الذكي على عيونكم

‪‪مقالات ذات صلة
‪‪إقرأ أيضاً
‪ما رأيك ؟