يتوقّف العالم اليوم للحظات لكي تتّجه الانظار كلّها نحو مرضى السرطان الذين يعانون من هذا المرض الصعب والقاسي وهو يحرمهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم. وفي المقابل هناك ايضاً الاشخاص الذين كافحوا هذا المرض واستطاعوا التخلّص منه واستعادة حياتهم. فالسرطان هو من أكثر المشاكل الصحّية التي تواجهها البشرية أجمع، وهو يُعتبر من أبرز أسباب الوفاة على صعيد العالم. ولرفع الوعي حول مرض السرطان، تنظّم اليوم العديد من الندوات والمحاضرات للأطباء كما للأشخاص غير المتخصّصين لكي يستطيعوا تمييز الاعراض واكتشاف السرطان مبكراً. ولكي يكون لموقع "صحّتي" مساهمة في التوعية حول هذا المرض، يعرّفكم اخصائي امراض الدمّ والسرطان د. فادي فرحات على ثلاثة أنواع شائعة من الامراض السرطانية لفهم اسبابها، اعراضها، وامكانيات علاجها.
سرطان الثدي
تزداد نسبة النساء المصابات بسرطان الثدي يوماً بعد يوم، وحتّى اليوم لم يتوصّل العلم الى تحديد سبب نهائي لهذا النوع من السرطان. إلا أنّ فرحات ينبّه الى أنّ سرطان الثدي لا يكون مؤلماً بادئ الامر ولكنّه يظهر بعد فترة قصيرة عبر العديد من التغيّرات منها: إنتفاخ داخل أو قرب الثدي حتّى المنطقة الممتدة تحت الابط، تغيّر حجم أو شكل الثدي، تغيّر لون أو ملمس الثدي، ألم في الحلمة أو إفرازات غير مألوفة. ويمكن هذه التغيّرات أن تكون ناتجة أورام حميدة أو خبيثة، لذا يجب مراجعة الطبيب فوراً للوقاية والعلاج المبكر في حال كان الاصابة سرطانية. وإذا تمّ هذا الاكتشاف المبكر يمكن معالجة الورم بنجاح. ويشدّد فرحات على أهمية الفحص الشخصي من عمر العشرين وما فوق بعد يومين أو ثلاثة أيام من انتهاء الدورة الشهرية. أمّا تصوير الثدي بواسطة الاشعة فهو الضمانة الوحيدة للكشف المبكر للمرض، ويجب اجراؤها مرّة كلّ سنة للنساء ما بين أربعين وخمسين عاماً.
سرطان الرئة
يُعدّ سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال والنساء. ولتمييز هذا السرطان لا بدّ أولاً من التنبّه الى الأورام المشتركة بين مختلف أنواع السرطان كالضعف، قلّة الشهية، التعب الحاد. وعند ظهور هذه العوارض يجب مراجعة الطبيب. أمّا العوارض الخاصة بسرطان الرئة فتشمل ضيق التنفّس، ظهور دمّ عند السعال الذي يكون بشكل متكرّر ومزمن، وهذه العوارض يمكن أن تساعد على الكشف المبكر للمرض للشفاء بشكل كلّي. ويُعتبر التدخين عاملاً رئيسياً للإصابة بمرض سرطان الرئة، فنسبة ٩٠ في المئة من المصابين بالمرض هم مدخنون، ولكنّه ليس العامل الاوحد. ولا بدّ من الاشارة الى أنّ هناك أنواع عدّة من أمراض سرطان الرئة، بعضها ما يكون سهل الشفاء وبعضها الآخر أكثر صعوبة. وقد بات هناك علاجات متنوّعة لحلّ مشكلة سرطان الرئة كما غيره من أنواع السرطان من العلاج الشعاعي والكيميائي الى الجراحة، والطبيب المعالج يتعاون مع فريق من الاطباء للقضاء على المرض.
سرطان القولون
إنّ سرطان القولون هو من بين الاورام الاكثر إنتشاراً، ولكنّه في الوقت نفسه الاكثر إستعداداً للشفاء في حال تمّ إكتشافه مبكراً، والقولون هو الجزء الاخير من الامعاء الغليظة من الجهاز الهضمي. وعادة ما يصيب هذا النوع من السرطان الرجال والنساء فوق سنّ الخمسين، ولكن يمكن أن يكون أي شخص معرّضاً للإصابة، لذا من المهمّ القيام بفحص القولوت للكشف عن أي أورام سرطانية أو حتّى تدرّنات غير سرطانية يمكن أن تتحوّل الى سرطان في حال عدم استئصالها. أمّا أعراض سرطان القولون فهي: خسارة الوزن، التشنّجات في البطن، الاحساس بالتعب، الامساك او الاسهال، نزيف من الشرج. وإذا إستمرت أي من هذه العوارض لمدّة أسبوعين يجب مراجعة الطبيب. وهناك عوامل محفّزة لسرطان القولون ومنها: الاصابة بالتهابات الامعاء، وجود سوابق عائلية من الاصابة بهذا النوع من السرطان، وجود تدرنات في القولون، تناول الغذاء الغنّي بالدهنيات والكحول.
ما رأيك ؟