د. ساريا واكيم في اليوم العالمي للسكري: الكشف المبكر يقي من المضاعفات

خاص – موقع "صحّتي"

يتجاوز عدد المصابين بمرض السكري في العالم الـ٣٥٠ مليون شخص، وتشير توقّعات منظّمة الصحّة العالمية الى أنّ وفيات السكري ستتضاعف بين الفترة الحالية والعام ۲٠٣٠، وهذا ما يظهر حجم هذا المرض وخطورته على الكبار كما على الأطفال. وللتوعية أكثر حول مرض السكري، تمّ إعتماد يوم ۱٤ نوفمبر كاليوم العالمي للسكري. وهذا العام يرافقكم موقع "صحّتي" في هذا اليوم، لكي يساعدكم أكثر في التعرّف على مرض السكري والمشاكل المتأتية منه.

اسباب السكري واعراضه

السكري هو مرض مزمن يحدث عندها يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو حين يعجز الجسم عن إستخدام تلك المادة بشكل فعّال، ما يؤدي الى زيادة تركيز السكر في الدمّ. وينقسم السكري الى نمطين: النمط الأول يتّسم بقلّة إنتاج مادة الأنسولين وهو يصيب الأطفال واليافعين، والنمط الثاني يقوم على إستخدام الجسم لمادة الأنسولين بشكل غير فعّال، وهو يظهر جراء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ويصيب البالغين. وهناك إرتفاع متزايد لعدد الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري في العالم بسبب البدانة والخمول والإبتعاد عن الرياضة.

أمّا من ناحية الأعراض، فالنمط الأول يمكن كشفه من خلال فرط التبوّل، الشعور بالعطش، الشعور المتواصل بالعطش، فقدان الوزن، تغيّر حاسة البصر والشعور بالتعب، ومن المهمّ الإشارة الى أنّ هذه الأعراض يمكن أن تظهر فجأة وليس بشكل متدرّج. ومن ناحية النمط الثاني، فاعراضه مماثلة للنمط الاول غير أنّها قد لا تظهر جليّاً في الكثير من الأحيان، وبالتالي يمكن للمرض أن يشخّص بعد سنوات عديدة مع ظهور المضاعفات. كما هناك نمط ثالث من المرض يجب التركيز عليه وهو السكري الحملي الناتج عن ارتفاع مستوى السكر في الدمّ، وهو يُكشف عادة عن طريق الفحوص السابقة للولادة وليس جرّاء الإبلاغ عن أعراضه.

مضاعفات المرض

ما يجب أن يعرفه كلّ مريض بالسكري أنّ هذا المرض له مضاعفات خطيرة جداً في حال لم تتمّ معالجته بالطريقة الصحيحة. فالسكري يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، والأمراض القلبية والوعائية تتسبّب في وفاة ٥٠% من المصابين بالمرض. كما أنّ الإعتلال العصبي الذي يصيب القدمين يُعتبر من المضاعفات المعروفة للسكري، ما يؤدي الى زيادة فرص الإصابة بالتقرّحات وحتّى بتر الأطراف. ولا بدّ من الإنتباه الى أنّ السكري هو من الأسباب الرئيسية المؤدية الى العمى، وهو يحدث نتيجة تراكم طويل المدى للأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الشبكية.  نضيف الى ذلك أيضاً أنّ السكري يمكن أن يسبّب الفشل الكلوي والإعتلال العصبي الذي يصيب ٥٠% من المصابين بالمرض.

نصائح ضرورية من الطبيب

يؤثر مرض السكري على نمط حياة المصاب به بشكل كبير، وغالباً ما نجده متعباً ومتألماً بسبب مضاعفات المرض. لكن هناك بعض الخطوات التي يمكن القيام بها لتحسين هذا النمط، فيساعد المريض نفسه على تخطّي المشاكل اليومية التي يواجهها بسبب السكري. وفي هذا السياق تجد الدكتورة ساريا واكيم، اختصاصية داء سكّري وغدد، أنّ ممارسة الرياضة مهمّة جداً في حياة المريض لكي يتصدّي للمرض وتتحسّن حاله أكثر. ولكن بالطبع يجب أن تكون الرياضة خفيفة وغير عنيفة مثل المشي لنصف ساعة يومياً أو بالمجمل ٤ ساعات في الأسبوع. وبالنسبة للمصابين بالنمط الاول من السكري، تفضّل الطبيبة أن يكون هناك من يرافقهم خلال تأديتهم للتمارين الرياضية خصوصاً السباحة مثلاً. كما من المهمّ أن يتناول المرضى وجبة طعام قبل ممارسة الرياضة، وأحياناً خلال التمارين لكي لا ينخفض مستوى السكري بشكل مفاجئ لديهم.

تحذّر الطبيبة أيضاً من خطر التدخين على مرضى السكري، بما أنّ هذا المرض يُعتبر من الأكثر تأثيراً على الأوعية الدموية والقلب والشرايين، وهو من أهمّ مسبّبات الجلطة الدماغية والذبحة الصدرية. وهذه السلبيات يشترك في حدوثها التدخين وما يحويه من سموم النيكوتين. وبالتالي فإنّ إقتران السكري بالتدخين يؤدي الى تأثير سلبي مضاعف. وهناك نقطة أخرى توضحها واكيم وهي حول الضعف الجنسي الذي يمكن أن يشعر به مرضى السكري، فهي تؤكد العلاقة بين المرض وهذا الضعف الذي يلمسه الرجل كما المرأة، والأزمة تزيد إذا لم يتمّ الكشف مبكراً عن المرض. لذا تجد واكيم أنّه من المهمّ جداً مراجعة الطبيب عن ظهور أي عوارض مرتبطة بمرض السكري وإجراء الفحوصات اللازمة لكي لا تتفاقم الحالة، لأنّ عندها يصبح العلاج صعباً وأقلّ فعالية.