مع انتشار تدخين النارجيلة بشكل كبير خاصة بين المراهقين خلال العقد الماضي، وحّد باحثون من أنحاء العالم جهودهم لمعرفة أسباب هذا الوباء العالمي، بأمل إيجاد حلول أكثر فعالية له خاصة بعدما تأكّد أن تدخين النارجيلة يمكن أن يكون أكثر ضرراً بالصحة من تدخين السجائر، على عكس الاعتقاد السائد.
تدخين النارجيلة الى تزايد
كخطوة أولى، قام باحثون من الجامعة الأميركية في بيروت ومن المنطقة العربية ومن الولايات المتحدة بجمع كل الأبحاث حول هذا الموضوع والتي ظهرت خلال العقدين الماضيين، لنشرها في ملحق خاص عن تدخين النارجيلة. ويتزامن هذا الإصدار مع أكبر مؤتمر في العالم حول التدخين، هو "المؤتمر العالمي حول التبغ أوالصحة". وسيضم الملحق سبع مقالات لخبراء في المضار الصحية للتدخين. وسيُنشر هذا الملحق ضمن العدد القادم من مجلة "مكافحة التدخين" برعاية مركز دراسة المنتجات التبغية في جامعة كومنولث فرجينيا ومركز ماسي للسرطان فيها، ومعهد أبو ظبي التابع لجامعة نيويورك أبوظبي، والجامعة الأميركية في بيروت.
وتظهر اتجاهات المسح العالمي لاستخدام التبغ بين الشباب GYTS والذي يغطي الحقبة ١٩٩٩-٢٠٠٨ ويشمل نصف مليون مشارك حول العالم، أن تدخين السجائر قد استقرّت نسبته أو تراجعت، ولكن أنواعاً أخرى من التدخين آخذة في الانتشار وأهمها تدخين النارجيلة. وتشير الأبحاث حول العالم إلى حقائق مقلقة، إذ تُظهر دراسة من العام ٢٠١١ في لبنان أن ما يقرب من ٣٥ في المئة من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين ١٣ و١٥ عاماً يدخّنون بانتظام النارجيلة، التي قد تختلف تسمياتها (أرجيلة والشيشة وهابل بابل). وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما يقارب ٦٠ في المئة من المراهقين من الفئة العمرية ذاتها جربوا تدخين النارجيلة مرة واحدة على الأقل، في تلك السنة.أما في الأردن فقد ارتفعت نسبة تدخين النارجيلة بين المراهقين بمقدار ٧٢ في المئة بين الفتيان و١٣٦ في المئة بين الفتيات، ما بين العامين ٢٠٠٨ و ٢٠١١، بحسب دراسة نُشرت في العام ٢٠١٣ في المجلة الأوروبية للصحة العامة.
أما في الولايات المتحدة، فالوضع ليس أقل إثارة للقلق. وتشير البيانات من المسح الوطني للشباب حول التبغ في العامين ٢٠١١-٢٠١٢، أن تدخين النارجيلة قد ارتفع بنسبة ٣٢ في المئة، فيما انخفضت نسبة تدخين السجائر.
اكتشفوا المقاربة العلاجية المتعددة الابعاد للاقلاع عن التدخين
وباء عالمي
وقالت البروفسورة ريما نقاش، الأستاذة المشاركة في كلية العلوم الصحية ومنسقة برنامج الحد من التدخين، في الجامعة الأميركية في بيروت "إن الهدف من هذا الملحق هو تجميع كل المعلومات المتوفرة في مكان واحد حتى نعرف أين هي الثغرات في المعلومات والبحوث، حتى نتمكن من التركيز عليها في الدراسات المستقبلية، للاقتراب أكثر فأكثر من إيجاد حلول فعالة لهذا الوباء العالمي."
وقال البروفسور توماس أيسنبرغ، الأستاذ المشارك في دائرة علم النفس في كلية الإنسانيات والعلوم ومدير مركز دراسة المنتجات التبغية في جامعة فرجينيا كومونولت: "إن تدخين النارجيلة شعبي جداً في العالم العربي. وأردنا أن نُصدر الملحق للفت النظر خلال "المؤتمر العالمي حول التبغ أو الصحة" إلى أن تدخين النارجيلة قد انتشر بشكل بتنا نعرف أنه خطير لكن الحكومات لا تفعل شيئاَ لايقافه".
ما رأيك ؟