خاص – موقع صحتي
لماذا الجراحة الروبوتية؟ وما الذي يمكن أن تقدّمه في مجال الطبّ أكثر من الجراحة التقليدية؟ أسئلة تُطرح كثيراً حول هذا الميدان الطبّي الذي ما زالت كلّ أبعاده غير مكشوفة خصوصاً في المنطقة العربية، وتحديداً في ما يتعلّق بالجراحة النسائية. ولذلك نضيء في هذا الموضوع من موقع صحّتي على الجراحة الروبوتية وتحديداً في عالم الجراحة النسائية مع الإختصاصي في الجراحة النسائية بالمنظار ورئيس قسم الجراحة النسائية الروبوتية في مستشفى جورج واشنطن الجامعي د. غابي معوّض.
- ما الفرق الأساسي بين الجراحة النسائية التقليدية والجراحة الروبوتية؟
هناك إجراءات ونتائج ترتبط بالجراحة النسائية التقليدية، فالمرأة غالباً ما تضطر للبقاء لمدّة أيام في المستشفى مع المعاناة من الألم الشديد والندبات التي تلازمها طيلة حياتها. أمّا الجراحة الروبوتية فلا تتطلّب من المرأة إلا البقاء ليوم واحد، مع حاجة محدودة للمسكّنات وتعافٍ سريع خلال أسابيع قليلة مع ندبات صغيرة جداً لا يمكن ملاحظتها. لذا، فإنّ سيناريو الجراحة الروبوتية بات مفضّلاً عند الكثير من الأطباء والنساء أيضاً. فهناك نتائج مثلى لجراحة المنظار (Minimally Invasive Surgery – MIS) وخصوصاً الروبوتية، والتي لعبت دوراً مهماً جداً في تغيير العمليات الجراحية النسائية.
لأكثر من ثلاث عقود، تمّ تحسين علاج وتعافي ملايين المرضى من خلال أداء أطباء مدرّبين إحترفوا فنّ وعلم تنظير البطن الذي يتطلّب إجراء شقوق صغيرة جداً. من عملية إستئصال الرحم الى إزالة أكياس المبيض وصولاً الى جراحات بطانة الرحم المهاجرة، النساء اليوم يعانين اليوم أقلّ ويتعافين بشكل أسرع ويتفادين المضاعفات اللواتي تحصل في الجراحات المفتوحة التي تتطلّب شقوقاً أكبر في العضلات أو جدار البطن.
فإدخال نظام روبوت دافنشي الجراحي الى الجراحات النسائية جعل من جراحات المنظار خياراً لعدد متزايد من المرضى اللواتي كان الجراحة المفتوحة هي الخيار الوحيد المتوفّر لهن. وتنظير البطن أثبت أنّ لديه العديد من الميزات التي يتفوّق بها على الجراحات المفتوحة مثل فترة الإستشفاء القصيرة، التعافي السريع، خسارة الدم بشكل أقل، نتائج أفضل من ناحية التجميل ومضاعفات أقلّ. ولكن اللجوء الى تنظير البطن والجراحة المهبلية يمكن أن يكون محدوداً في الأمراض المعقدة.
- ما الفرق بين التنظير البطني التقليدي والجراحات الروبوتية؟
يعتمد التنظير البطني التقليدي على حركة اليد التي تعتبر حدسية وعلى أدوات ذات نطاق حركة محدود ما يؤدي الى مواقف صعبة عديدة يواجهها الجرّاح. وهناك تحدّي آخر في التنظير البطني والجراحة المهبلية التقليدية (Vaginal and traditional Laparoscopy) يتمثّل بحقل تصوّري ضيّق (Limited operative field visualization)، وهناك حاجة ماسة لوجود مساعد جرّاح ذات مهارات عالية. كلّ هذه التحديات يمكن أن تؤدي الى التعب والإرهاق عند الجراّح. ونتيجة لذلك، فإنّ معدّل العمليات الجراحية في البطن لا يزال 60٪ على الرغم من وجود هذه الطرق الجراحية التنظيرية لأكثر من 20 عاماً.
في العام 2005، وافقت إدارة الغذاء والدواء على التكنولوجيا الروبوتية للجراحة النسائية. منذ ذلك الوقت، هذه التكنولوجية مطبّقة في العديد من مجالات الجراحة عند النساء وخصوصاً تلك التي كانت تتطلّب عملية بطن مفتوحة. وأكثر الجراحات التي تتمّ حالياً بمساعدة روبوتية تتضمّن إستئصال الأورام الليفية من الرحم، سرطان الرحم، سرطان عنق الرحم، إستئصال الورم العضلي، إزالة العقد اللمفاوية المرتبطة بالأورام السرطانية وجراحة هبوط المهبل. وقد لاحظت العديد من المستشفيات الأكاديمية تراجعاً كبيراً في عملية إستئصال الرحم المفتوحة والجراحة التنظيرية التقليدية مع التزايد الكبير في الجراحات الروبوتية.
ما رأيك ؟