يقوم الباحثون بالكشف عن أسرار ارتباط انخفاض التستوستيرون بصحة الرجل العامة، وهم يعلنون يومًا بعد يوم عن العلاقة بين انخفاض التستوستيرون والمشاكل الصحية الأخرى.
ربط كل من مرض السكري والمتلازمة الأيضية والبدانة وارتفاع ضغط الدم بنقص التستوستيرون، لكن لا تشير الإثباتات إلى أن هذا الأخير هو سبب هذه المشاكل الصحية والحل لا يكمن في استبداله. مع ذلك إن العلاقة بين انخفاض التستوستيرون والمشاكل الصحية الأخرى مثيرة للاهتمام ويجب إلقاء نظرة إليها.
هل يشير انخفاض التستوستيرون إلى تردي الوضع الصحي ؟
لاحظ الباحثون في السنوات الأخيرة ارتباطات عامة بين انخفاض التستوستيرون والمشاكل الصحية الأخرى، بيّن أحدها أنه من بين 2,100 رجل فوق سن الخامسة والأربعين يكون احتمال انخفاض التستوستيرون:
• أعلى بـ2.4 مرات لدى الرجال البدناء
• أعلى بـ2.1 مرات لدى الرجال الذين يعانون مرض السكري
• أعلى بـ1.8 مرة لدى الرجال الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم
لا يشير الخبراء إلى أن انخفاض التستوستيرون يسبب هذه الحالات الصحية، بل في الواقع قد يكون العكس صحيحًا، أي إن الرجال الذين يعانون مشاكل صحية أو تردي في صحتهم العامة قد يصابون بانخفاض في التستوستيرون.
لا زال البحث قائمًا في العلاقة بين انخفاض التستوستيرون ومشاكل صحية أخرى متعددة.
السكري وانخفاض التستوستيرون
تقوم علاقة واضحة بين السكري وانخفاض التستوستيرون. يتعرض الرجال الذين يعانون مرض السكري أكثر من غيرهم لانخفاض التستوستيرون، ويتعرض أولئك الذين يعانون انخفاضًا في التستوستيرون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بمرض السكري في المستقبل. يساعد التستوستيرون الأنسجة في الجسم على استهلاك المزيد من سكر الدم كاستجابة للإنسولين. غالبًا ما يعاني الرجال المصابون بانخفاض التستوستيرون مقاومة الإنسولين، أي يحتاجون لإنتاج المزيد من الإنسولين لإبقاء سكر الدم على مستوى طبيعي.
تبين أن نصف الرجال المصابين بمرض السكري الذي أخضعوا عشوائيًا للاختبارات يعانون انخفاض التستوستيرون، ولم يتأكد العلماء ما إذا كان السكري هو سبب انخفاض التستوستيرون أو العكس. لا زلنا بحاجة إلى مزيد من البحوث لكن الدراسات قصيرة الأمد تبين أن استبدال التستوستيرون قد يحسن مستويات سكر الدم والبدانة لدى الرجال الذن يعانون انخفاضًا في التستوستيرون.
البدانة وانخفاض التستوستيرون
ترتبط البدانة ارتباطًا وثيقًا بانخفاض التستوستيرون، فالرجال البدناء هم أكثر عرضة للإصابة بانخفاض التستوستيرون، والرجال الذين يعانون انخفاضًا كبيرًا في التستوستيرون هم أكثر عرضة للبدانة.
تستقلب الخلايا الدهنية التستوستيرون إلى إستروجين مؤدية إلى انخفاض معدلات التستوستيرون، وتخفض البدانة أيضًا معدلات الغلوبولين المرتبط بالهرمون الجنسي وهو بروتين يحمل التستوستيرون في الدم، وبالتالي ينخفض التستوستيرون كلما انخفض الغلوبولين المرتبط بالهرمون الجنسي.
يمكن أن ترفع خسارة الوزن عبر ممارسة التمارين الرياضية من معدلات التستوستيرون، وقد تنخفض أيضًا البدانة قليلاً لدى الرجال الذين يعانون انخفاض التستوستيرون بفضل مكملات التستوستيرون.
المتلازمة الأيضية وانخفاض التستوستيرون
المتلازمة الأيضية هو الاسم الذي يطلق على الحالة التي تشمل معدلات كوليستيرول غير طبيعية وارتفاع ضغط الدم وبدانة محيط الخصر وارتفاع سكر الدم، وتزيد المتلازمة الأيضية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات.
تشير الدراسات أن الرجال الذين يعانون انخفاض التستوستيرون هم أكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة الأيضية، وتبين الدراسات قصيرة الأمد أن استبدال التستوستيرون حسّن معدلات سكر الدم والبدانة لدى الرجال الذين يعانون انخفاض التستوستيرون، لكن الفوائد والمخاطر طويلة الأمد لا زالت غير معروفة.
التستوستيرون ومرض القلب
آثار التستوستيرون على الشرايين متنوعة، ويعتقد كثير من الخبراء أن التستوستيرون يساهم في ارتفاع معدلات مرض القلب وارتفاع ضغط الدم الذين يصيبان الرجال في سن باكر، ولذلك قد يكون لارتفاع التستوستيرون آثارًا سيئة على القلب.
مع ذلك، يرتبط نقص التستوستيرون بمقاومة الإنسولين والبدانة ومرض السكري، وترفع كل من هذه المشاكل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. ترتفع أيضًا معدلات التصلب العصيدي أو تصلب الشرايين لدى الرجال الذين يعانون مرض السكري وانخفاض التستوستيرون.
قد تكون كمية معينة من التستوستيرون ضرورية للحفاظ على صحة الشرايين إذ إنه يتحول إلى إستروجين ما يحمي الشرايين من الضرر. لم تثبت بعد أي دراسة أن استبدال التستوستيرون يحمي القلب أو يقي من النوبات القلبية.
التستوستيرون والحالات الأخرى
نلاحظ أن انخفاض التستوستيرون يترافق غالبًا مع حالات طبية أخرى:
• الاكتئاب: أظهرت دراسة شملت حوالى 4,000 رجلاً فوق سن السبعين أن الرجال مع معدلات التستوستيرون الأكثر انخفاضًا كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة باكتئاب، وبقي ذلك صحيحًا حتى بعد أخذ العمر والصحة العامة والبدانة والمتغيرات الأخرى في عين الاعتبار.
• الضعف الجنسي: مشاكل الانتصاب هي أحد الأعراض الأكثر شيوعًا لانخفاض التستوستيرون، وتنتج معظم حالات الضعف الجنسي من التصلب العصيدي. غالبًا ما يعاني أيضًا الرجال مع عوامل خطر التصلب العصيدي ومرض السكري والمتلازمة الأيضية أو البدانة من انخفاض التستوستيرون.
• ارتفاع ضغط الدم: إن آثار التستوستيرون على ضغط الدم متعددة ومعقدة. قد يكون الرجال الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة لانخفاض التستوستيرون بمرتين من أولئك الذين يتمتعون بضغط دم طبيعي، لكن في المقلب الآخر قد يؤدي الارتفاع الكبير في التستوستيرون إلى ارتفاع ضغط الدم. يؤثر التستوستيرون بطرق مختلفة على الأوعية الدموية ما قد يؤدي إلى الآثار المختلفة.
خيارات علاج استبدال التستوستيرون
يبقى السؤال: هل يسبب انخفاض التستوستيرون مشاكل الطبية كمرض السكري أو يجعلها أسوء؟ أو أن الأشخاص الذين يصابون بمرض السكري أو بمشاكل صحية أخرى هم ببساطة أكثر عرضة أيضًا لانخفاض التستوستيرون؟
إن الدراسات جارية للإجابة على هذه الأسئلة لكننا لن نعرف النتائج قبل سنوات، وفي غضون ذلك تذكروا أنه لم يثبت أن استبدال التستوستيرون يحسن نهائيًا أي حالة صحية باستثناء نقص التستوستيرون وأعراضه. أما للرجال مع معدلات تستوستيرون منخفضة وفق اختبار للدم والذين يختبرون أيضًا أعراض انخفاض التستوستيرون، فيجب اتخاذ قرار العلاج ببديل التستوستيرون بعد استشارة الطبيب.
ما رأيك ؟