تسمعين الكثير عن ضرورة الإبتعاد عن الإجهاد الجسدي والنفسي خلال الحمل لأنه من الممكن أن يكون له تأثير سلبي على الحمل وعلى الجنين وصولاً إلى الإجهاض. فما مدى صحة هذه الأفكار، وهل فعلاً يمكن للإجهاد أن يؤدي إلى فقدان الجنين؟ هذا الموضوع نناقشه معك في السطور التالية، فتابعينا.
صحة الأم من ركائز الحمل الأساسية
برأي بعض العلماء، الظروف المحيطة بالحياة داخل الرحم من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على صحة الجنين، كما أن تأثيراتها تمتد إلى ما بعد الولادة وصولاً إلى مراحل متأخرة من حياته. فإذا كانت الأم تتمتع بصحة جيدة قبل الحمل وخلاله، تكون قادرة على تأمين الظروف الصحية الممتازة لجنينها لينمو بصحة جيدة، وذلك يكون من خلال إمداده بالغذاء والأوكسيجين اللازم، وتزويده بكامل العناصر الغذائية الضرورية له.
ومن ناحية أخرى، إصابة الأم بالإجهاد الجسدي أو النفسي والعاطفي يمكن أن يسبب الأضرار للجنين، ومن الممكن أيضاً أن يؤدي إلى الإجهاض. لماذا؟
علاقة الإجهاد بالإجهاض
لقد أشارت العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين تعرّض المرأة الحامل إلى الإجهاد وفقدانها لجنينها، كما أن الأبحاث الطبية الحديثة نسبياً استطاعت الكشف عن سر هذه العلاقة، وعن تأثير هرمونات الإجهاد والتعب على الرحم وعلى الجنين.
ففي حالة الإجهاد الجسدي أو النفسي يقوم الدماغ بإفراز عدد من الهرمونات، وأهمها الـcorticotropin الذي يقوم بدوره بإطلاق هرمون CRH الذي لوحظ ارتفاع معدلاته عند النساء اللواتي تعرّضن إلى الإجهاض المبكر أو الإجهاض المتكرر.
هذا الهرمون يتم إنتاجه في الجسم في مواجهة الإجهاد النفسي والجسدي، كما أن معدله يكون مرتفعاً أيضاً أثناء الولادة، ليحفّز انقباضات الرحم ويسهّل خروج الجنين إلى الحياة. إذاً فإن ارتفاع هرمون CRH خلال الحمل بشكل مستمر ومتكرر من شأنه أن يؤدي إلى إحداث انقباضات مبكرة في الرحم، وذلك ممكن أن يؤدي إلى إحداث أضرار جسدية وتشوّهات عند الجنين كما وإلى فقدانه.
ومن هنا تُنصَح المرأة الحامل بالابتعاد عن كل مصادر الإجهاد النفسي والتعب الجسدي خلال الحمل للوقاية من إحداث الضرر للجنين وللمحافظة على سلامة الحمل.
إقرئي المزيد حول الحمل بعد الإجهاض:
الإجهاض لا يؤثر على الخصوبة... فلا تخافي من تكرار المحاولة
لا تقلقي... فرص الحمل بعد الاجهاض عالية!
5 حقائق يجب معرفتها عن محاولة الحمل بعد الاجهاض
ما رأيك ؟