يُعرف عن الدّهون مدى التأثير السلبي الذي تتركه على الجسم من ناحية زيادة خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحّية؛ من الكولسترول إلى السّمنة وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
نسلّط الضوء في هذا الموضوع من موقع صحتي على العلاقة بين الدّهون وسرطان الثدي.
الخلايا الدهنيّة والأورام السرطانيّة
من المعروف أنّ الوزن الزّائد والدّهون المُخزّنة تُعزّز من فرص الإصابة بمرض السرطان، حيث أنّ جزءاً من الدّهون يتركّز قرب الأورام ويعمل على تنميتها وانتقالها بشكلٍ تدريجيّ نحو مناطق أخرى من الجسم.
من هنا التّحذير من الدّور الخطير للدّهون المُتراكمة في الجسم في تغذية الأورام السرطانيّة، على اختلاف أنواعها.
وتنطلق هذه النّظريّة من أنّ الخلايا الدهنيّة تُعزّز آلية تسلّل السرطان ونمو الأورام داخل الجسم، فتبرز أهمّية الحفاظ على الوزن الصحّي للجسم عن طريق الالتزام بالعادات الصحّية من غذاءٍ صحّي ومتوازن وممارسة الرياضة مع ضرورة الإقلاع عن العادات غير الصحّية ولعلّ أبرزها الخمول والتدخين والكحول.
خطر الدّهون المُتراكمة تحت الجلد
الدهون في البطن كما الدّهون الحشويّة التي تقع في عمق تجويف البطن وتُحيط بالأعضاء الداخليّة، مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء. والدّهون المُتراكمة تحت الجلد تُعتبر أكثر خطورة على الجسم من تلك المُتراكمة حول الأعضاء لأنّها تُعزّز الالتهاب المُسبّب للسرطان.
البدانة وسرطان الثدي
هناك علاقة قويّة تربط بين البدانة وسرطان الثدي، وخصوصاً بين ارتفاع صورة الكولسترين وارتفاع خطر الإصابة بهذا النّوع من السرطان، ويتعلّق الأمر تحديداً بأحد البقايا النّاتجة عن الكولسترين الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وتطوّره في الجسم.
وأحد مخلّفات الكولسترين يُقلّد هرمون أوستروغن ويدفع نحو نموّ سرطان الثدي في الجسم، والبقايا المذكورة تحوّل الكولسترين إلى مادةٍ يُعرف عنها أنّها تجعل السّرطانات أكثر عدوانيّة، وهو ما يُمكن أن يُفسّر سبب فشل مثبّطات الإستروجين أحياناً في علاج سرطان الثدي الحسّاس لهذا الهرمون.
والسّيطرة الجيّدة على الكولسترين عن طريق التّغذية أو الأدوية يُمكن أن تُخفّض خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما يُمكن زيادة فعاليّة الأدوية المُستخدمة في العلاج باستخدام عقاقير مُعيّنة مُضادة للأورام.
سرطان الثدي وانقطاع الطمث
بالإضافة إلى ما سبق، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ المُعاناة من نسبةٍ مُرتفعةٍ من الدّهون في الجسم قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ وهنا يكمن الدّور الذي تلعبه السّمنة في خطر الإصابة بهذا النّوع من السّرطان.
والنّساء اللواتي يتمتّعن بنسبةٍ مُرتفعةٍ من الدّهون، وخصوصاً بعد انقطاع الطمث، يحملنَ مخاطر مُتزايدة للإصابة بسرطان الثدي.
تجدر الإشارة إلى أنّ خطر الإصابة بسرطان الثدي لا يزيد لدى النساء اللواتي يُعانينَ من البدانة قبل انقطاع الطمث، بل هو في الواقع يتقلّص؛ وهذا قد يُشير إلى أنّ الآليّات البيولوجيّة المُختلفة قد تكون المسؤولة عن التسبّب في الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأصغر سناً.
لقراءة المزيد عن الدهون إضغطوا على الروابط التالية:
ما رأيك ؟