العلاج بالفنون يخلّص من الأمراض النفسية
الخميس، 27 مارس 2014
العلاج بالفنون اتجاه حديث، انتشر كبديل عن العلاج النفسي التقليدي الذي يعرفه الناس، ويعتمد عادة، على إصغاء الطبيب إلى المريض في جلسات مطولة. وإن كان العلاج النفسي بشكل عام لا يحظى، أصلا، بالقدر الكافي من الاهتمام، فإن هذه الاتجاهات الحديثة يراهن القائمون عليها على أن تلقى قبولا أكبر لدى جمهور الناس.
والعلاج بالفنون هو علاج نفسي يعتمد في مدخله على شكل فني مثل الرسم أو الموسيقى أو النحت أو مجالات أخرى مثل البسيكودراما. وبشكل عام فإن أي ممارسة لطاقة إبداعية تكون مشبعة نفسيا وتخرج الطاقات السلبية وتشحن الشخص بطاقة إيجابية، أمر جيد لكل من يعاني الكآبة أو أكثر من ذلك.
السيكودراما
تعني السيكودراما الدراما النفسية، وتطلق على شكل من أشكال العلاج النفسي من خلال التقنيات المسرحية وعلى استخدام المسرح. وقد أثبتت الدراسات نجاح الأسلوب السيكودرامي على مستوى الدراسات العالمية، والتي تهتم بحالة الفرد وعلاقاته بالآخرين ومدى شعوره بالرضا والتطابق بين مشاعره الحالية والسابقة.
تتكون السيكودراما من ثلاث خطوات علاجية هي: التهيئة والإعداد، ثم الحدث وتبدأ بالحديث مع البطل لاستكشاف الأوجه المختلفة للمشكلة. يعقبها التكامل وهي المرحلة الأخيرة من الأداء السيكودرامي، حيث يكون البطل جاهزاً لإعادة اتزانه النفسي من خلال تنمية الإحساس بقدرته على السيطرة على مشكلته من خلال نمو استجابات سلوكية فعالة نحو المواقف الضاغطة أو المثيرة في مشكلة البطل. ويمكن للمخرج أي المعالج النفسي أن يدعو إلى تمثيل المقترحات على المسرح، ويكون ذلك من خلال عكس الدور، أو أسلوب المرآة.
تتميز السيكودراما بتحقيق رغبة الفرد في الواقع لا في الخيال. كما أنها تحقق إشباعات ذاتية واجتماعية عن طريق التمثيل. كما هي الشكل الأساسي للعب الدور، حيث يكون الفرد ضمن مجموعة من المحيطين به ويقوم أحيانا بدور بطل العرض والمعالج يؤدي وظيفته كمخرج، ويقوم المعالجون المشاركون أو أعضاء الجماعة بلعب الأدوار الأخرى. والنقطة الهامة هنا هي أن يتفاعل الفرد مباشرة مع التجسيدات الممثلة للعلاقات بين الشخصية الداخلية.
إذا، السيكودراما تسهم في تدعيم علاقة قادرة على معرفة المعالج بما يجب أن يعرفه الممثل أو المريض. بهذا الأسلوب، يصبح من الواضح أن يكون النشاط السيكودرامي دافعاً للعملية العلاجية إلى الأمام حيث إن هذا النشاط يشجع على حدوث المواجهة، وذلك لأنّ المريض يرى ويعي سلوكه حين يحدث وعي، ويرى الهدف من حدوث سلوكه على هذا النحو بالذات.