تعاون بين الجامعة الأميركية في بيروت وشركة أدوية الحكمة لانتاج عقاقير مضادة للسرطان
الأربعاء، 05 مارس 2014
أرسى مركز الحفاظ على الطبيعة، في الجامعة الأميركية في بيروت، تعاوناً علمياً مع شركة أدوية الحكمة وذلك لانتاج عقاقير رائدة مضادة للسرطان، من أعشاب طبية. وتقود البروفسورة نادين درويش، أستاذة الكيمياء الحيوية من كلية الطب في الجامعة، فريقاً متعدد الاختصاصات سيدرس الأعشاب الطبية. وسيعتمد الفريق على خبرات مركز الجامعة الأميركية في بيروت لحماية الطبيعة في الكيمياء وتقانة النانو (المتناهية الصغر) ودراسات مكافحة السرطان. وبالاضافة الى دعمها المادي، ستساعد شركة أدوية الحكمة على تسويق هذه العقاقير الجديدة لجعلها في متناول الجمهور العريض. وقالت الدكتورة درويش: "إننا سعداء جداً لأن نتائج أبحاثنا ستُستعمل لتطوير أدوية ستتوفّر في الأسواق. من المهم جداً أن تتحوّل الأبحاث الأكاديمية الأساسية إلى علوم تطبيقية لتحسين حياة العديد من الاشخاص".
نوعان واعدان من الاعشاب
والنباتات الطبية التي يدرسها فريق الجامعة اختيرت بعد التمحّص في أرشيف الطب الشعبي. وتمّ تحديد 29 نوعاً من الأعشاب هي الأكثر شيوعاً في لبنان. ثم اختير من هذه الأعشاب نوعان واعدان حقّاً في علاج السرطان: الأخيليا ذات الألف ورقة (Achillea falcata) وشوك الدردار (Centauria ainetensis). وأضافت الدكتورة درويش: "درسنا هاتين النبتتين ووجدانهما فعّالتين حقاً ضد سرطان المصران الغليظ وسرطان الجلد. كما أنهما واعدتين ضد سرطان الدم وسرطان الثدي". وقد نشر فريق الجامعة عدة أوراق بحثية عن المفعول الطبي لهذه الأعشاب على سرطان المصران الغليظ وسرطان الجلد، بين العامين 2008 و2013، في مجلات عريقة من مثل مجلة "بي ام سي الطب المكمّل والطب البديل"، "المجلة الأوروبية للكيمياء الطبية"، "المجلة الدولية لطب الأورام"، "مجلة الطب الطبيعي".
وأوضحت الدكتورة درويش: "المرحلة الأولى من البحث هدفت لمعرفة النباتات الطبية ذات الخصائص المضادة للسرطان، لعزلها ومعرفة الجزيئات المسؤولة عن هذه الخصائص. لكن المرحلة التالية هي في تحويلها إلى أدوية وانتاجها تجارياً. سيتطلّب الأمر عشر سنوات وحوالي مليار دولارعلى الأرجح ليخرج الدواء من النطاق الاختباري المخبري إلى الوصفات العلاجية. ولذا دخلنا في شراكة مع أدوية الحكمة، فنحن البحاثة لا يمكننا تصنيع الدواء لوحدنا".
توسيع آفاق دراسات السرطان
وقال البروفسور طارق غدّار، الأستاذ المشارك في دائرة الكيمياء وأحد أعضاء الفريق البحثي: "للتأكد من أن هذه الأدوية المنقذة للحياة تتمتّع بفاعلية قصوى، يضطر البحاثة إلى فهم الكيمياء التي ترتكز عليها". كما صرح البروفسور وليد سعد، الأستاذ المشارك في برنامج الهندسة الكيميائية وأيضاً أحد أعضاء الفريق البحثي: "التعامل الحالي بين المؤسسات الأكاديمية والصناعات الدوائية هو تعامل منتج وواعد ومتقدّم. هذا النوع من التعاون معتاد في الولايات المتحدة وفي أوروبا لكنه تعاون جديد من نوعه بالنسبة لدول منظومة مينا". ومنذ إنشائه في العام 2002، اكتشف مركز الجامعة الأميركية للحفاظ عل الطبيعة عدداً من المواد الطبيعية المضادة للسرطان، مما يوسع آفاق دراسات السرطان عامة. وقالت البروفسورة نجاة صليبا، مديرة المركز: "هذا المشروع هو مثال على جهود المركز مع الجامعة لضمان استدامة النمو الزراعي الصناعي ولادخال التقانة المتطوّرة لمنح الدول النامية القدرة على الافادة من اكتشافات نباتاتها الطبية. إن التعاون مع شركة أدوية الحكمة سيرسّخ بذور الاكتشاف في أرشيف البحث العلمي مما سيفيد الاساتذة والطلاب فيما بعد".