كلّ ما تحتاجون معرفته عن الشرى او الارتكاريا مع د. مايا الهبر
الأربعاء، 29 يونيو 2016
د. مايا الهبر – متخصصة في الامراض الجلدية والتناسلية وامراض حساسية الجلد
يعاني حوالى 20 في المئة من سكان العالم من مرض الشرى - ارتكاريا (Urticaria) في مرحلة ما من حياتهم. لذا يعتبر هذا المرض الجلدي شائعاً، ولكن في معظم الحالات حميداً.
ما هو الشرى؟
هو طفح جلدي موضعي أو عام، يتألف من من رقعة أو اكثر بأحجام مختلفة مشابهة لتلك التي تظهر نتيجة التعرض للسعات القراص. وتكون هذه الرقع ذات اللون الاحمر أو الوردي، وهي دائرية الشكل، محدودة وبارزة. وتسبب ندوب الشرى الحكة للمصاب، وتتغير أماكنها بشكل دوري. ويمكن أن يطال مرض الشرى الوجه واليدين والقدمين والاعضاء التناسلية، أو حتى الخلايا المخاطية (الشفاه، اللسان، الحلق والزلعوم). تتخذ الندوب أشكالاً مختلفة، حيث تصبح متورمة أو متوذمة، في حين يتلاشى الاحمرار. حينها، نكون أمام الوذمة الوعائية.
يمكن تصنيف الشرى تبعاً لمدة تطوره. لذا يمكن التمييز بين الشرى الحاد والمزمن. فالشرى الحاد هو الطفح الذي يستمر لمدة ساعات أو بضعة أيام، أما الشرى المزمن فهو الذي يستمر 6 أسابيع متتالية كحد أدنى. وهذا التمييز ضروري لأنه بحكم المدة التي يستمر بها المرض، الاسباب يمكن أن تكون مختلفة.
أسباب الشرى
من النادر أن ينجم الشرى عن سبب واحد، غالباً ما تكون مرتبطة بعدة عوامل:
- الشرى الحاد
إنّها الحالة التقدمة الاكثر شيوعاً، خصوصاً عند الاطفال. غالباً ما تظهر هذه الحالة بشكل مفاجئ وتستمر لمدة عدة ساعات وحتى عدة أيام (بمعدل 4-5 أيام). وينجم الشرى الحاد في معظم الاحيان (لا سيما في الطفولة) في اطار العدوى الفيروسية، كالتهاب الشعب الهوائية، التهابات الحلق، التهابات الأذن أو نزلات البرد العادية. ولكن يمكن أن ينجم الشرى في اطار حالة من التوتر أو التعب الشديد، حتى وإن كان يصعب إثبات هذا الأمر من الناحية العلمية.
وأخيراً، فإن تناول بعض أنواع الأدوية كالاسبيرين أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية أو حتى الاستهلاك الزائد لبعض الاطعمة كالفراولة أو ثمار البحر، يمكن أن تؤدي الى حالات الشرى الحاد، من دون أن يكون هناك حساسية. كما ان بعض حالات الشرى تنتج عن الاحتكاك المباشر بالنباتات (القراص) أو الحيوانات (دودة الصنوبر، قناديل البحر...). ومن المهم معرفة أن بعض الاطعمة او الادوية، تسبب بشكل شائع، حالات الشرى بعيداً عن أي حساسية ممكنة، فهي مهمة لمعرفتها. فالشرى الناتج عن الحساسية ليس سوى حالة نادرة من الشرى الحاد.
الشرى الناتج عن الحساسية يرتبط بمضادات مناعية محددة موجهة حيال طعام ما، أو دواء أو حتى سم الدبور أو النحل. لذا لا يوجد فرق من الناحية الطبية بين الشرى ذات الندوب الناجمة عن الحساسية أو غير الحساسية.
خلافاً للفكرة السائدة، فإن الشرى أو الوذمة الوعائية الناجمة عن الحساسية هي نادرة، نشدد على هذه النقطة أيضاً، وهي تظهر باستمرار على شكل شرى حاد وغير مزمن. مع ذلك، تكون خطرة، لا سيما مع ظهور عوارض أخرى على صعيد الجهاز التنفسي، الجهاز الهضمي، او الامراض المرتبطة بانخفاض ضغط الدم. الحساسية المفرطة هي الحالة الاكثر خطورة.
- الشرى المزمن
الشرى المزمن هو الشرى الذي يتكرر كل يوم، أو 2-3 أيام في الاسبوع، على مدار أكثر من 6 أسابيع. على خلاف الشرى الحاد الذي، في حالات نادرة يكون ناجماً عن حساسية ويصبح خطراً، الشرى المزمن لا يتساهل أبداً في التهديد الحياتي. الشرى المزمن ليس مرضاً ناتجاً عن الحساسية، بل مرضاً ناجماً عن التهاب مزمن للجلد (مشابه للصدفية)، معزز من قبل التهابات فيروسية، أو أدوية أو التوتر. يظهر بشكل عام بطريقة مفاجئة ويختفي بعد بضعة أشهر أو سنوات. يقدّر أن 40 في المئة من حالات الشرى المزمن تستمر حتى بعد عام واحد، 30 في المئة بعد سنتين، و20 في المئة حتى 10 سنوات.