الفتاة المغتصبة... كيف ستكون حياتها الزوجية؟
الخميس، 30 يناير 2014
تنتشر ظاهرة الإغتصاب في العالم كلّه، خصوصاً في المناطق المضطربة أمنياً، حيث تجبر الفتيات على إقامة علاقات جنسية تحت تهديد السلاح أو ضمن ظروف قاهرة. لكن الكثير من الفتيات اللواتي يتعرّضن للإغتصاب في عمر صغير أو خلال مرحلة المراهقة يجدن أنفسهن على أبواب الزواج، ما يثير لديهن حالة من القلق والخوف إزاء علاقاتهن بأزواجهن.
الحالة النفسية للفتاة
غالباً ما المغتصِب في ضحيته شيئاً وليس شريكاً جنسيً، وهو يستخدم القوّة لتحقيق هدفه. لذلك فإنّ نفسية الفتاة المغتصبة تكون مدمّرة، إذ تعتبر نفسها بأنها مذنبة ومتسّخة، وأن لا قدرة لها على مواجهة العالم. كما أنّها تدخل في حالة نفسية صعبة جداً، لأن الاغتصاب لم يكن باختيارها بل تعرّضت له وهي مكرهة. وبالتالي، ينتج عن الإغتصاب إقتحام لإنسانية الفتاة وروحها، ذلك أن الاغتصاب لا يمس فقط جسد المرأة، وإنما نفسيتها أيضاُ. ولأن الاغتصاب يظل تجربة قاسية ووصمة تحملها المغتصبة طيلة حياتها، تدخل الفتاة في حالة إكتئاب حاد، وتفقد ثقتها بنفسها، فضلاً عن معاناتها مع تصوراتها بعلاقتها مع المجتمع، قبل وبعد واقعة الاغتصاب. وهي تشعر بأنها لم تعد في أمان، فقبل الحادثة تكون الحياة حلوة نوعًا ما ولها ثقة في كافة أفراد المجتمع، لكن بعد الاغتصاب تتحول الى فقدان الثقة، والخوف من الجميع لأنها تعتبر أنها ما دامت تعرضت للاغتصاب، فهي صارت عرضة لكل المخاطر، وبالتالي تصبح ضحية للأفكار السوداوية بل قد تفكّر في الانتحار.
العلاقة مع الزوج
من الطبيعي أن تتأثر علاقة المرأة المغتصبة مع زوجها، لأنها ترى فيها صورة الرجل الذي إغتصبها ويذكّرها دائما بواقعة الاغتصاب خصوصاً عند ممارسة الجنس حتّى ولو كانت تحبّه وتكنّ له المشاعر. فضلاً عن ذلك، إذا اختارت التزام الصمت، تصبح المعاناة أكبر ودرجة التوتر أكثر بين العلاقة الزوجية، لأنها تنفر زوجها بعد أن تأخذ موقف المسؤولة عن جرم الاغتصاب، وفي هذه الحالة تتأزم مشكلتها التفسية، وتنعكس على علاقتها مع زوجها، إذ تنعزل وتعاني الاكتئاب ما يؤدي الى البرودة الجنسية، وعدم الرغبة في الممارسة الحميمة لأنها تتذكر واقعة الاغتصاب. وبالتالي، ونظرا لعدم إدراك الزوج سبب الحالة التي تصبح عليها يعنفها ويبتعد عنها فتزداد مشاكل العلاقة الزوجية لتعمق حالتها النفسية المتردية أصلاً. لذا يجب على كلّ فتاة تعرّضت للإغتصاب أن تعلم شريكها بحالتها قبل الزواج، فيكون جاهزاً لهذه المشكلة ويتعاون معها لزيارة الطبيب النفسي والحصول على العلاج الضروري لتخطّي الحالة.