بين الإنفلونزا الإسبانيّة وجائحة كورونا... دروس يمكن أن نستنتجها
الأحد 28 مارس 2021
ذكّر وباء كورونا العالم، بجائحة الإنفلونزا الإسبانيّة، التي اجتاحت العالم أوائل القرن العشرين، وتسبّبت بموت ما بين 40 إلى 50 مليون إنسان، خلال عامين، بين سنة 1918 و1920، وذلك بحسب إحصاءات منظّمة الصحة العالميّة، ومركز السيطرة على الأوبئة الأمريكي. وتسبّبت الإنفلونزا الإسبانيّة بخسائر بشريّة فاقت خسائر الحرب العالميّة الأولى. وحالياً مع انتشار فيروس كورونا العالمي، هل من دروس ممكن أن نتعلّمها من الإنفلونزا الإسبانيّة؟
بين الجائحتين... الإنفلونزا الإسبانيّة هي الأشد فتكاً
على الرغم من أنّ وباء كورونا خطر مدمّر على المجتمعات، إلّا أنّ جائحة الإنفلونزا الإسبانيّة لا تزال هي الأسوأ في تاريخ العالم. بحلول الوقت الذي اجتاحت فيه ثلاث موجات من الإنفلونزا الإسبانية جميع أنحاء العالم، مات ما لا يقلّ عن 50 مليون شخص، واستهدفت بشكل أكبر الشباب.
وجود اختلافات بين الإنفلونزا الإسبانيّة ووباء كورونا
العالم أثناء الإنفلونزا الإسبانيّة لم يعرفوا حتى أنّهم مصابين بفيروس. حاول العلماء إجراء أبحاث حول الميكروبات، ففهموا أنها تنتقل من شخص لآخر من خلال قطرات الجهاز التنفسي، عن طريق السعال والعطس. لكن الفيروسات لم تُكتشف حتى ثلاثينيات القرن الماضي، وبالنتيجة، لا اختبارات كانت تُجرى للكشف عن الإصابة، بعكس كوفيد19 حيث يمكن الكشف عن المرض بسرعة وسهولة، نتيجة تطوّر العلم.
بفضل الإنفلونزا الإسبانيّة تطوّر هائل في مجال الصحّة
أدت الجائحة الإسبانيّة إلى تحسينات هائلة في الصحة العامة. كبدء تطبيق إستراتيجيات مثل التوعية الصحيّة، والعزل، والمراقبة. ما حسّن من معرفتنا بانتقال الإنفلونزا. وزاد من تقديرنا لعمّال الرعاية الصحيّة من ممرّضات وأطباء، الذين يعانون حاليّاً مرّة أخرى مع تفشّي وباء كورونا.
تداعيات إيجابيّة بعد الإنفلونزا الإسبانيّة
بفضل الإنفلونزا الإسبانيّة تمّ اكتشاف مسبّبات كوفيد -19 وتسلسلها بسرعة، ويعمل آلاف الباحثين في جميع أنحاء العالم بنشاط من أجل فهم آلية انتشاره وخصائصه بشكل أفضل، والتوصّل إلى علاجات فعَّالة ولقاحات. ويمكن للحكومات أن تستثمر ما تحقّق خلال قرن من التقدم والخبرة في مجال الصحّة العامة لمواجهة وباء كورونا.
الوقاية ثمّ الوقاية
النقطة المشتركة بين الجائحتين هي أهميّة الوقاية والتي تعتمد بالأساس على ارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي، وتعقيم اليدين، فإلى جانب اللقاح، هذه الوسائل هي الطرق الوحيدة للوقاية من أي عدوى أو فيروس تنفسي.