الأخطاء السلوكية للمراهقين تعالج بالحكمة والتروّي
الإثنين، 01 يونيو 2020
إن التعامل مع المراهقين ليس بالمهمة السهلة بل تتخلله الكثير من الصعوبات والأزمات المرتبطة بالسلوكيات التي لا يستطيع الأهل فهمها والتأقلم معها، وهنا يكمن السر. فإذا أراد الوالدان بناء علاقة جيدة ومتينة مع ابنهما المراهق، عليهما في المقام الأول أن يفهما الطريقة التي يفكر ويتصرّف بها ابنهما وبعد ذلك يتخذان القرارات الملائمة بما يخص التعاطي معه بطريقة صحيحة وتصويب سلوكه والتعامل مع الأخطاء التي يرتكبها.
الصفات الخاصة بالمراهقة
في هذه المرحلة يكون الشخص بين عمر الطفولة وعمر النضوج، يشعر بأنه أصبح كبيراً وبإمكانه أن يتخذ قراراته الخاصة من دون والديه، يريد أن ينطلق بحرية لاستكشاف العالم من حوله، تتغيّر الصفات الجسدية والسلوكية عند الانسان في هذه المرحلة بسبب البلوغ الجسدي من ناحية والتغيرات الهرمونية من ناحية أخرى، وهذه الأخيرة تجعله مزاجياً لا يحسن التعبير عما في داخله، مما يخلق الهوة بينه وبين والديه ويجعله في حالة دائمة من التوتّر والصراعات مع والديه.
التعامل مع أخطاء المراهق
من الضروري أن يعلم الوالدان أن ابنهما المراهق يحتاج في المقام الأول إلى الشعور بالحب والعاطفة والاستقرار العائلي، وكل هذه الأمور تجعله أكثر ثقة بنفسه. لذلك فالطريقة الأفضل للتعامل مع المراهق هي بناء علاقة حوار وصداقة معه ومحاولة فهم الطريقة التي يفكر بها.
من الضروري أن يتذكر الوالدان أنهما أيضاً مرّا في هذه المرحلة وكانا يفكران بالطريقة نفسها ويقومات بسلوكيات مماثلة لتلك التي يقوم بها ابنهما المراهق اليوم.
تأديب المراهقين
أولاً من الضروري أن يمتنع الوالدان عن ممارسة أي نوع من التعنيف الجسدي أو اللفظي لأن ذلك يزيد من عمق الهوة ويرفع مستوى الخلافات بين الطرفين، ولكن لا بد من أن يكون الوالدان حازمين مع المراهق، ويمكن أن يعملا على تأديبه بالعديد من الطرق، هذه أبرزها:
عقاب المنع: يمكن أن يقوم الوالدان بمنع المراهق عن بعض الأمور التي يحبها مثل استخدام الأجهزة الالكترونية والهاتف الذكي، أو الخروج مع الاصدقاء او اي نشاط آخر يحب هذا المراهق القيام به، وهذا يجعله يتأكد أن والديه ما زالا يمتلكان السلطة عليه وأن لا يستطيع تخطي هذه السلطة.
العقاب بالمقاطعة: من الممكن أن يجعل الوالدان ابنهما المراهق يبقى بمفرده من دون أن يتفاعل مع أي من أفراد الأسرة لفترة زمنية معينة، وذلك يفسح له المجال لإعادة التفكير بسلوكه والتصرفات التي قام بها، على أن يفهم الخطأ الذي اقترفه وأن يحاول تصحيحه إذا استطاع.
القيام بأعمال مفيدة: يمكن للوالدين إجبار المراهق على القيام بأمور معينة مفيدة، مثل تنظيف وترتيب غرفته أو الاهتمام بالحديقة وإزالة الأعشاب الضارة منها أو غير ذلك من الأعمال التي لا يرغب المراهق عادة بالقيام بها ولكنها أعمال مفيدة له وللأسرة على حد سواء.
المزيد حول تربية المراهقين في ما يلي:
هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه
الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟
ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟