تجميد البويضات... متى يكون ضرورياً؟

الإثنين، 09 سبتمبر 2019

إن تقنية تجميد البويضات واسمها العلمي Oocyte cryopreservation هي كناية عن عملية يتم خلالها تجميع البويضات من المبايض الخاصة بالمرأة، حفظها مجمّدة وغير مخصّبة في المختبر لاستعمال لاحق، وعند الإستعمال يتم تذويبها، تخصيبها بواسطة الحيوان المنوي، وزرعها في رحم المرأة. وهذه التقنية من شأنها أن تساعد على حفظ القدرة الإنجابية لدى المرأة في عمر متقدم.


ما هي دواعي تجميد البويضات؟

لقد أظهرت الدراسات أن السبب الأساسي للعقم عند النساء هو تدهور الخلايا بسبب التقدّم في السن. وبما أن الرحم يبقى قادراً على العمل حتى لو تقدّمت المرأة في العمر في معظم الأحيان، فإن المشكلة إذاً تكمن في مخزون البويضات عند المرأة ونوعيتها. فكما هو معروف، تولد المرأة مع مخزون من البويضات يعادل مليون بويضة تقريباً، ومع وصولها إلى عمر البلوغ تكون محتفظة بنصف هذا العدد، وبعد ذلك تبدأ بخسارة ما يقارب 1000 بويضة في كل دورة شهرية، منها واحدة فقط تنضج وتكون جاهزو للإخصاب.

من هنا، فإن مخزون البويضات ينقص بشكل كبير مع التقدّم في العمر، فاحتمال الحمل بشكل طبيعي يتخطى الـ25% في كل دورة شهرية، بينما يتراجع تدريجياً ليصل إلى 5% بعد سن الأربعين.

لذلك تلجأ بعض النساء إلى تجميد البويضات حتى يستطعن الحمل والإنجاب في وقت لاحق إذا كن غير مستعدات للإنجاب خلال الفترة الممتدة بين العشرينات ومنتصف الثلاثينات، ويمكن أن يكون ذلك لعدة أسباب، كأن تكون المرأة غير مقبلة على الزواج قريباً أي أنها ليست على علاقة مع شريك وقد وصلت إلى الخامسة والثلاثين أو أكثر من العمر، أو أن تكون غير قادرة على الإنجاب حالياً بسبب العمل أو الدراسة، أو لأسباب صحية، مثل اكتشاف إصابتها بأحد أنواع السرطان مثلاً، وحاجتها للخضوع إلى العلاجات الخاصة بهذا المرض أي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وهذه الأنواع من العلاجات من شأنها أن تؤثر على عمل المبايض في المستقبل، فتصبح عملية الحمل بشكل طبيعي صعبة على المرأة.

خطوات التجميد

في المرحلة الأولى يتم تحفيز المبيضين لإنضاج أكبر عدد ممكن من البويضات، وبعد ذلك يتم إجراء عملية تحريض النضج النهائي لتصبح البويضات جاهزة.

يتم استخراج البويضات من المبيضين تحت التخدير، وتجميدها في المختبر بتقنيات متطوّرة جداً والاحتفاظ بها لحين الإستعمال.

وعند رغبة المرأة باستعمال بويضاتها المجمّدة، يتم تذويب هذه البويضات في المختبر بتقنيات خاصة، وبعد ذلم تخصيبها بواسطة الحيوان المنوي، وزرعها في رحم المرأة بأسلوب الحقن المجهري.

ومعدلات نجاح الحمل بهذه الطريقة تتراوح بين 30 و60% بحسب المرحلة العمرية التي تم فيها تجميد البويضات، فكلما كان التجميد في مرحلة أبكر كلما ارتفع معدّل النجاح.

المزيد حول مشاكل المبايض في الروابط التالية:

هل يمكن أن تؤثر مشكلة تكيس المبايض على الحمل؟

هل تمنع الإصابة بتكيّس المبايض حدوث الحمل؟

ما مدى خطورة الحمل مع تكيّس المبايض؟