المساندة والحوار والتشجيع... أدوات فعالة لتحسين نفسية المراهقين
الأربعاء، 21 أغسطس 2019
المراهقة هي مرحلة دقيقة جداً في حياة الفرد، فهو خلالها يشهد الكثير من التغيرات الجسدية والهرمونية والنفسية التي تجتاحه لتؤثر على شخصيته ونفسيته وتقرر بطريقة أو بأخرى مسار حياته النفسية والإجتماعية في المستقبل.
والعديد من المراهقين يتعرّضون خلال هذه الفترة إلى أزمات نفسية وسلوكية من الممكن أن لا يفهمها الأهل وأن تسبب بعض الصراعات بين الطرفين، كما ومن الممكن أن يشعر الوالدان أن ابنهما المراهق يمر في حالة اكتئاب وانعزال. لذلك نقدّم لكم بعض النصائح التي من شأنها أن تساهم في تحسين الحالة النفسية لدى المراهقين.
أزمات المراهقة
في هذه الفترة من الحياة يكون المراهق في طور اكتشاف الحياة والتعرّف على الأفكار الجديدة والثقافات المختلفة عمّا اعتاد عليه ضمن كنف العائلة، كما أنه يشعر بالحاجة إلى اتخاذ قراراته بنفسه، لذلك من الممكن أن يبدو عنيفاً تجاه محيطه أو انطوائياً غارق في أفكاره الخاصة، أو مكتئباً لا يجد الأجوبة الشافية لأسئلته التي تتمحور حول الحياة والعلاقات الإنسانية والسلوكيات الصحيحة والمستقبل. وهو أيضاً في هذه المرحلة ممكن أن يتعرّض إلى خيبات أمل في اختباراته العاطفية الأولى، مما يزيد حالته النفسية تدهوراً.
لذلك من الممكن أن تكون علاقاته مع والديه ومع محيطه مشوبة بالتوتّر والقلق، لا تخلو من العصبية والتمرّد، فكيف يمكن مساعدته للخروج من هذه الأزمات؟
الأساليب التربوية للتعامل مع المراهق
الخطوة الأولى هي بناء علاقة ثقة بين الوالدين والمراهق، حتى يشعر هذا الأخير أن والداه لا يقفان ضدّه في الحياة، بل هما مستعدان لمساندته والإصغاء إلى همومه وإعطائه الآراء التي يمكن أن تساعده من دون الضغط عليه.
من جهة أخرى، من المهم تشجيع المراهق على ممارسة الهوايات التي يمكنها تساعده في التعبير عن أفكاره وعدم الإحتفاظ بها في داخله، إضافة إلى ممارسة الرياضة التي من شأنها أن تساهم في بناء جسده بشكل صحي، وفي زيادة ثقته بنفسه وبقدراته الجسدية.
وأيضاً، يمكن للمشاركة في النشاطات الإجتماعية والكشفية والخيرية والتطوّعية أن تحسّن من علاقات المراهق بمحيطه الإجتماعي، وحثّه على بناء العلاقات الطيبة مع الأشخاص الآخرين، والتأسيس لحياة اجتماعية صحية بعيدة عن المشاكل قدر الإمكان.
على الأهل أن يقدّموا المديح لابنائهم المراهقين وأن يثنوا على إنجازاتهم والتعبير عن فخرهم بتلك الإنجازات، كما ومن الضروري أن يمتنعوا عن مقارنتهم بأشقائهم أو بأقرانهم، بل التأكيد على حبّهم لهم وعاطفتهم تجاههم والحضور البنّاء إلى جانبهم طوال الوقت لمساعدتهم في تخطّي صعوبات هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم.
المزيد حول تربية المراهقين في هذه الروابط:
هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه
الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟
ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟