بحث اتجاهات مرض السكري في "مؤتمر الصحة العربي ٢٠١٥"

الثلاثاء، 27 يناير 2015

يُعتبر النوع الثاني من مرض السكري النمط الاكثر شيوعاً وانتشاراً من هذا المرض، حيث يؤدي في الكثير من الحالات الى حدوث مضاعفات مزمنة تشمل الاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية وأمراض الكلى، بالاضافة الى امراض الكبد واعتلال الاعصاب. وينذر ارتفاع معدّلات الاصابة بمرض السكري بتزايد خطر الاصابة بهذه الامراض والمضاعفات. ونتيجة لذلك، يشدّد الاطباء بناء على الابحاث والدراسات العلمية التي يجرونها على اهمية اعتماد تدابير علاجية فعالة ذات تأثيرات جانبية محدودة على وظائف اعضاء الجسم الرئيسية كالقلب والكلى. 

 

وفي إطار مشاركتها في فعاليات "معرض ومؤتمر الصحّة العربي"، نظّمت شركة "بوهرنجر انجلهايم" الرائدة في مجال صناعة المستحضرات الدوائية جلسة علمية بعنوان "اتجاهات مرض السكري: بحث الخيارات المتاحة لرعاية المرضى". وقد عقدت الجلسة بمشاركة مجموعة من ابرز اختصاصي الغدد الصماء والسكري بهدف تسليط الضوء على اهمية اعتماد برامج علاج آمنة وفعالة للمرضى ومساعدتهم في الوقت ذاته على فهم طبيعة مرضهم وخصائصه. كما هدف هذا الحدث ايضاً الى توفير منصّة لتشجيع عقد مناقشات مفيدة حول فعالية الطرق الحديثة لمعالجة مرضى النوع الثاني من السكري ومثبطات انزيم الببتيديز ثنائي الببتيد (DPP-4) ومثبطات ناقل الصوديوم والجلوكوز المساعد (SGLT-2). 

 

السكري مصدر قلق

 

خلال الجلسة اكد الدكتور عبد الرزاق المدني، طبيب واستشاري الغدد الصمّ والسكري في مستشفى دبي التابع لهيئة صحة دبي، ورئيس جمعية الإمارات للسكري، انّ عملية السيطرة على معدل السكر في الدم باتت أكثر سهولة بالنسبة للمرضى من خلال اعتماد الطرق الحديثة والفردية في معالجة مرض السكري والمرتكزة على استخدام مثبطات إنزيم الببتيديز ثنائي الببتيد، ومثبطات ناقل الصوديوم والجلوكوز المساعد. كما قال الدكتور سعود السفري، استشاري الغدد الصماء ورئيس قسم الأمراض الباطنية ومدير مركز السكري في مستشفى القوات المسلحة بالهدا في مدينة الطائف، في المملكة العربية السعودية "بات ارتفاع معدلات الإصابة بالنوع الثاني من السكري في المنطقة يمثّل مصدر قلق بالغ لا تقتصر دواعيه على صحة المريض فحسب، بل على المجتمع فيما يتعلق بارتفاع معدلات الإنفاق على وسائل العلاج. لذلك وضعنا على سُلَّم أولوياتنا مساعدة المرضى على فهم المرض واتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية اللازمة". 

 

ما هو الفرق بين السكري النوع الاول والثاني؟

 

اهمية التواصل مع المريض

 

كما كشفت "بوهرنجر انجلهايم" خلال الجلسة أيضاً عن النتائج الأولية لدراستها الاستقصائية العالمية حول دور التواصل والحوار بين الطبيب والمريض في المراحل المبكرة من الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وشملت الدراسة ما يزيد عن ٦٧٠٠ طبيباً إلى جانب ١٠٠٠٠ مصابا بالنوع الثاني من مرض السكري في أكثر من ٢٦ دولة حول العالم، حيث شارك من منطقة الشرق الأوسط ٦٠ طبيبا من كلٍّ من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات. وهدفت هذه الدراسة إلى فهم آليات التواصل والحوار بين الأطباء والمرضى في المراحل المبكرة من الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهونها في هذا الصدد. وتعتبر اللحظة التي يتمّ فيها تشخيص المريض بالإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري من اللحظات الصعبة او الحساسة، حيث يمرّ العديد من الأشخاص بأوقات عصيبة خلال تلك الفترة. كما يواجه المصابون بالسكري مجموعة كبيرة من التحديات تتمثل في ضرورة تناول أدوية جديدة، واجراء تغييرات على نمط حياتهم اليومية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى الشعور بالضيق والاضطرابات النفسية. 

 

ومن ابرز نتائج الدراسة هي النقاط التالية:

 

- اتفق ما يزيد عن ثلاثة ارباع الاطباء الذين شملهم الاستطلاع على انّ التواصل مع الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري والحوار معهم خلال المراحل الأولى من تشخيص المرض يؤثر على طريقة تقبل المرضى لحالتهم ومدى التزامهم بخطة العلاج.

 

- أفاد الأطباء أن أكثر التحديات التي يواجهونها شيوعاً عبر تواصلهم وحوارهم مع المرضى أثناء المراحل الأولى من التشخيص تتمثل في عدم التزام المرضى بالمحافظة على التغييرات الجديدة التي طرأت على نمط حياتهم، وعودتهم إلى ممارسة عاداتهم السابقة. كما أشار الأطباء ايضاً إلى عدم توافر الوقت الكاف لديهم لاجراء تواصل وحوار فعال مع المرضى. وكشف الأطباء أن نجاح العلاج يتوقف على تغيير سلوك المرضى وفعالية الدواء المستخدم في آنٍ معاً، واعتبارهما عاملين على درجة واحدة من الأهمية تقريباً حيث أظهرت نتائج الدراسة تعادل النسب المئوية لكلٍّ منهما.

 

- أشار غالبية الأطباء المستطلعة آراؤهم أنهم يرغبون بالحصول على أدوات لمساعدة الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري على الحفاظ على التغييرات الجديدة التي طرأت على سلوكهم ونمط حياتهم.

 

‪‪مقالات ذات صلة
إقرأ أيضاً