هل العلاقات الإجتماعية عبء على المراهقين؟
الجمعة، 07 ديسمبر 2018
لقد كبر ابنك ووصل إلى مرحلة المراهقة، هذه الفترة التي تُعتبَر انتقالية من الطفولة إلى الشباب، مرحلة الثورة والتغيرات الجذرية من ناحية الشكل والتفكير والسلوكيات. فإبنك اليوم ينظر بطريقة جديد إلى ما يحيط به، أي إلى عائلته وأصدقائه ومجتمعه ككل، فكيف يمكننا تعريف علاقات المراهق الإجتماعية؟
العلاقات الإجتماعية في المراهقة
ما أن يطأ المراهق هذه المرحلة العمرية حتى تشعري أنه بدأ يتغيّر بشكل ملحوظ وأساسي، فأهواؤه قد تغيّرت واختياراته من اللباس والطعام والموسيقى والنشاطات لم تعد مألوفة بالنسبة إليك. نعم تشعرين أن ابنك المراهق أصبح يريد الإنفصال عن الحياة الأسرية التي تقدمينها له للانخراط في العلاقات الأخرى التي تشبهه أكثر أي التقرّب من الأشخاص الذين يقاربونه في السن، فهم لديهم نفس الهموم والاحتياجات والمشاكل، ويحبّون الأنشطة نفسها وأنواع الوجبات السريعة نفسها، ويبتاعون ثيابهم من المتاجر التي تعجبه، ولا ينتقدون ذوقه عند شراء قميص أو بنطلون أو أي زي يختاره.
أما علاقة ابنك المراهق مع العائلة الكبرى والأشخاص المقربين منها فلا تختلف أوضاعها كثيراً، فهو يفضّل قضاء الوقت مع أصدقائه مجرياً معهم الأحاديث عبر صفحات التواصل الإجتماعي أو الواتساب، ومشاركة الصور والقصص، والمنافسة في الألعاب الإلكترونية، على القيام بالزيارات العائلية أو الإجتماعية التي ممكن أن تشعره بالملل، وبأنه لا ينتمي إلى هذه الأجواء.
وهذا الإنفصال الذي يمكن أن يبدو لك كتمرّد، هو في الحقيقة حاجة لدى ابنك المراهق لاستكشاف الحياة حوله، والتعبير عن أفكاره بحرية من دون قيود أو حدود تفرضها السلطة الأبوية أو المعايير والتقاليد الإجتماعية.
أفلا تذكرين مرحلة مراهقتك؟ على الأغلب أنت أيضاً كنت تشعرين بهذه الأمور وتسعين للاستقلالية وإلى اتخاذ قراراتك الخاصة بنفسك. للك من المهم أن تتفهّمي المرحلة التي يمر بها ابنك، وأن تسعي لبناء علاقة حوار وصداقة معه لتتمكني من تصويب سلوكه بشكل سلس عند الحاجة، ولتساعديه في اتخاذ القرارات المهمة في حياته من دون أن يسعر أنك تفرضين رأيك عليه من منطلق السلطة الأبوية التي تشكل حالياً الحافز الأساسي لثورته.
إقرئي المزيد حول تربية المراهقين:
إبنك مراهق ولا ينام كثيراً... ما هي الأسباب؟مشاكل سلوكية يمكن ان يعاني منها كل مراهق
هذه الخطوات كفيلة بتقوية شخصية المراهق!