ابنك المراهق يحب السهر... تفهّمي أسبابه وصادقيه

أصبح ابنك في عمر المراهقة وهو لا يفوّت فرصة للمرح وقضاء الوقت مع أصدقائه، حتى أنه يسهر في الخارج بشكل يومي ويطيل فترة غيابه عن المنزل. هذه الحالة تثير فيك الشعور بالقلق من نواحٍ عدة، فأنت تخافين من النخاطر التي يمكن أن يتعرّض لها ابنك خلال تنقّله الليلي، كما أنك تخشين توجّهه نحو الإنحراف بسبب الأخبار التي تسمعينها عن روّاد أماكن السهر وسلوكياتهم.

في السطور التالية نناقش معك أسباب ميول المراهقين نحو السهر باستمرار، وكيفية التعامل مع هذا الوضع لحمايتهم من المخاطر.

أسباب حب المراهقين للسهر

في هذه المرحلة العمرية يسعى المراهق إلى إثبات ذاته والحصول على استقلاليته ويطالب بحقه باتخاذ قراراته الخاصة بنفسه، لذلك يتوجّه إلى قضاء أطول فترة ممكنة خارج الإطار العائلي وهو بهذه الطريقة يبتعد عن سلطة أبويه ويعبّر لهما عن حريته بالخروج والعودة إلى المنزل في الوقت الذي هو يريده.

من ناحية أخرى، يجد المراهق في أقرانه وأصدقائه  أشخاصاً يفهمونه أكثر من والديه ويتشاركون معه المرح، ولديهم والرغبات والمشاكل نفسها، كما أنهم على المستوى نفسه من الثورة ضد السلطة والتبعية. لذلك يفضّل تمضية الوقت معهم أكثر من الوقت العائلي.

السهر في الخارج ممكن أن يكون بمثابة هروب من المشاكل المنزلية إذا كان الوضع العائلي غير مستقر، أو تعبير عن اضطرابات نفسية يمر فيها المراهق مثل القلق والتوتر والاكتئاب، فيحاول التخلص منها بهذه الطريقة، وفي بعض الأحيان يكون الإفراط في السهر خارج المنزل لمجرد المرح ولقاء الأصدقاء.

كيف تتعاملين مع الموضوع؟

من الجائز أن تقومي بالتعرّف على أصدقاء ابنك المراهق، أي أن تتحدّثي معه عن أصدقائه وتسأليه عن النواحي المرحة فيهم، ومن هو الأقرب إليه. وأن يكون ذلك من نوع الحوار الخفيف من دون أن يشعر المراهق بأنك تتدخلين بشكل مباشر في أموره أو تتصرفين بحشرية تجاه أصدقائه.

لا مانع أيضاً من أن تقومي بدعوة بعض أصدقاء الإبن إلى المنزل أو إلى نزهة مشتركة مع العائلة، وبهذه الطريقة تكسبين ود ابنك وأصدقائه.

حاولي أن تكسبي صداقة ابنك وأن تؤكدي له أنك تفهمين ما يمر به، وأنك تحبينه. خففي من انتقاداتك لتصرفاته، وفي الوقت عينه كوني حازمة معه في ما يخص سلامته الشخصية وسلوكياته.

المزيد من النصائح حول تربية المراهقين:

مراهق متمرّد منفعل دائماً؟ هكذا تتعاملون معه

إبنك مراهق ولا ينام كثيراً... ما هي الأسباب؟

كلّ ما تحتاجون معرفته عن اضطرابات المزاج عند المراهقين وسبل علاجها!