كيف يمكن مساعدة المراهق للخروج من حالة الانعزال؟
الخميس، 31 مايو 2018
في مرحلة المراهقة، تستجد على الشاب أو الفتاة العديد من التغيرات الهرمونية والنفسية، كما أنهم يبدؤون بمواجهة الصراعات المتعلقة بتحديد الهوية والاستقلالية والعلاقات العائلية والسلطة الأبوية ومشاعر الحب وغير ذلك من الإختبارات الجديدة التي تخلق لديهم نوعاً جديداً من السلوكيات لم يألفه فيهم الآباء والأمهات.
من هذه التغيرات السلوكية، نلحظ رغبة المراهق بالانعزال والانطواء على نفسه، فما هي أسباب هذه الرغبة الشائعة بين المراهقين، وكيف يمكنك التعامل معها؟
أسباب الإنعزال في سن المراهقة
قلة الثقة بالنفس: إن التغيّرات التي تطرأ على شكل المراهق وصوته وطريقة تعبيره، وأحياناً التعليقات المازحة ولكن الساخرة التي يسمِعه إياها المحيطين به ضمن هذا الإطار، تجعله يفقد الثقة بنفسه نوعاً ما، وهو يفضل في هذه المرحلة الانعزال وعدم الإختلاط مع الآخرين لتجنّب هذا النوع من الإحتكاك مع محيطه.
الرغبة ببناء عالمه الخاص: يفضّل المراهق غالباً البقاء في غرفته لإجراء المحادثات مع أصدقائه أو مشاركتهم في بعض الألعاب الإلكترونية، أو التعرّف إلى أشخاص جدد عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وغير ذلك من النشاطات التي حتماً يفضلها عن قضاء الوقت "الممل" كما يعتبره، مع أهله وأفراد عائلته. فبالنسبة إليه كل هؤلاء لا يفهمون أفكاره ولا يلتقون معه في الآراء حول أي موضوع كان.
إكتئاب المراهقين: يعاني بعض المراهقين من حالة مستمرة من الإكتئاب بسبب شعورهم بالوحدة، كما أن التغيّرات الهرمونية من شأنها أيضاً أن تجعلهم يتأثرون بالأفكار السلبية، والتفكير بالمستقبل وشعورهم بسيطرة أهلهم عليهم، كل ذلك يمكن أن يتسبب بشعورهم بالاكتئاب العميق، ويؤدي إلى رغبتهم بالانعزال عن محيطهم.
كيف تتعاملين مع المراهق المنعزل؟
حاولي معرفة أسباب رغبته بالانعزال حتى تجدي الطريقة المناسبة للتعامل معه، وهذه بعض النصائح ضمن هذا الإطار:
- إحرصي على بناء علاقة صداقة مع ابنك المراهق، ولا تجعليه يشعر أنه ما زال صغيراً ولا يمكنه اتخاذ القرارات الخاصة به، بل تناقشي معه في الأمور التي تخصه، وحمليه بعض المسؤوليات بحسب سنه وقدراته، فذلك يجعله يستعيد الثقة بك ويتحاور معك بدل أن يعاند، كما أنك ستشعرين بأن جواً من السلام والهدوء سيسود بينك وبينه. ونتيجة لهذه الثقة وعلاقة الصداقة والهدوء سيصبح لديك المجال لتكوني حازمة معه ولكن بلطف وقت الحاجة.
- شجعيه على ممارسة إحدى الهوايات أو الرياضات التي من الممكن أن يحبها وأن تتماشى مع شخصيته، وأن يمضي فترة من الوقت في الخارج يومياً ليستمتع بالحياة بعيداً عن جدران غرفته.
- شاركيه اهتماماته، لا تنتقدي أصدقاءه، واجعليه يشعر أنك تتعاملين معه على أنه صديق، ولا تستعملي معه أسلوب الأمر والنهي، بل تحاوري معه للوصول إلى أفضل النتائج.
إقرئي المزيد حول تربية المراهقين:
هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه