ما الذي يؤدي الى جنوح المراهقين؟
الجمعة، 09 فبراير 2018
المراهقة هي من أصعب الفترات التي يمر فيها الإنسان، فهي مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الشباب، تملؤها الإضطرابات والثورة على سلطة الأهل، على التقاليد وعلى المعايير الإجتماعية. هي مرحلة حساسة جداً، تتطلب الكثير من الإنتباه والمرافقة من الأهل لئلا يجد المراهق نفسه محاطاً بأشخاص أو ظروف تدفعه إلى الجنوح ومخالفة القوانين.
جنوح المراهقين
هو عبارة عن قيام المراهق بأعمال خاطئة مخالفة للقوانين المرعية في البلد أو المجتمع الذي يقيم فيه، وقد تصل درجة الجنوح إلى ارتكاب القاصر جنح أو جرائم يصار إلى محاكمته قانونياً بسببها، ولكن هذه المحاكمات تتم في محاكم خاصة بالأحداث، وفترة العقوبة يمضيها المراهق غالباً في الإصلاحيات الخاصة، حيث يقوم فريق العمل بتشئته وإرشاده وتعليمه ليعود وينطلق نحو الحياة بقوة وحكمة بعد انتهاء الفترة التي يمضيها هناك.
أسباب جنوح المراهقين
يرتبط جنوح المراهقين بعدة أسباب، ولعل أهم هذه الأسباب يعود إلى التربية الخاطئة، أو إهمال الوالدين، أو رفاق السوء.
جنوح المثال الأعلى
في الكثير من الأحيان نرى أن المراهق الذي يتورّط في مشاكل من هذا النوع يكون أحد والديه أو كلاهما متورّط أيضاً في مشاكل مشابهة، كالسرقة أو الإتجار بالمخدرات أو التعدّي الجسدي أو اللفظي على الآخرين أو حتى أعمال السلب والقتل وغيرها.
فالطفل الذي يعيش في هذه الأجواء يكون عرضة للاختلاط مع الأشخاص الخارجين عن القانون، وتتطوّر لديه المفاهيم الخاطئة حول استعمال القوة، والقدرات الذهنية، والذكاء والقدرة على التركيز والتفكير، فيستعمل مواهبه وقدراته هذه كلها في المكان الخطأ، ويوظّفها لتحقيق ما يجده هو "مناسباً" لحياته، وغالباً ما يلقى التشجيع على الخطأ من الأشخاص المحيطين به.
إهمال الوالدين
في الكثير من الأحيان يكون الوالدان منشغلين في أمور الحياة وصعوباتها ما يلهيهما عن الإنتباه إلى تفاصيل حياة ابنهما المراهق الذي يكون أصلاً في هذه المرحلة يعيش في أجواء الثورة على الأهل والقوانين التي يضعها البالغون.
وإهمال الوالدين ممكن أن يحصل في العائلات الغنية أو الفقيرة على حد سواء، والجنوح يمكن أن يطال المراهقين من كافة الطبقات الإجتماعية، ولكنه يختلف بين مراهق وآخر بحسب حاجة المراهق، أو بحسب اختلاف الجذور العائلية، الثراء الذي يوحي للمراهق أنه قادر على الإفلات من القانون مهما فعل بفضل سلطة المال، أو الفقر الذي يدفع المراهق إلى ارتكاب الجنح لتأمين حاجاته أو رغباته. ذلك إضافة إلى طريقة التربية، كما أن هناك مراهقون يملكون شخصية ميالة نحو الإنحراف.
رفاق السوء
في ظل غياب رقابة الأهل والخلافات الكثيرة والمستمرة بين الطرفين، يمضي المراهق الكثير من وقته مع أصدقائه ويتأثر بتصرفاتهم. فإذا كانت سلوكيات هؤلاء الرفاق منحرفة، فهي ممكن أن تؤدي إلى انحراف وجنوح أصدقائهم الذين يقومون بإقناعهم بالمشاركة في الأعمال المخالفة للقانون انطلاقاً من العديد من الأفكار المتعلقة بالحرية والثورة والمغامرة.
المزيد حول المشاكل السلوكية خلال المراهقة:
مشاكل سلوكية يمكن ان يعاني منها كل مراهق