التهاب الجيوب الأنفية، لا تؤجلوا علاجها
الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013
ما هي الجيوب الأنفية ؟
الجيوب الأنفية تجوفات هوائية، أي ممتلئة بالهواء، تقع داخل عظام الوجه (عظام الجبين والوجنتين) والجمجمة. تتصل هذه الجيوب بالأنف والحنجرة عبر فتحات صغيرة، وتكون بالتالي على اتصال بالهواء الطبيعي.
التهاب الجيوب الأنفية
التهاب الجيوب الأنفية هو تورّم الأغشية المخاطية لهذه الجيوب. وينتج هذا الالتهاب في أغلبية الأحيان عن عدوي جرثومية تصاحب إصابة المسالك الهوائية العليا (الأنف- الفم-الحنجرة) مثل الزكام مثلاً.
الزكام المطوّل
هو بتعريفه السائد زكام يطول لأكثر من أسبوع واحد، حيث يشعر المريض بثقل في رأسه وأنفه ويضطر إلى التمخط ويصبح صوته أنفياً نسبياً وتنتابه الحاجة إلى السعال أحياناً وصداع في الرأس وبخاصة في وضعية الانحناء إلى الأمام (لربط شريط الحذاء مثلاً) ويكون الضغط في محيط العينين وأسفلهما مؤلماً، ويصاب المريض بالحمى.
تنتفخ الأغشية المخاطية التي تغلّف الجيوب، وتنسدّ نسبياً الفتحات المتصلة بالأنف وتنحصر بالتالي الإفرازات داخل تجويفات الجيوب الأنفية. وباختصار، تجتمع كل العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل هذه التجويفات وشعور المريض بالأوجاع.
قد يحدث أن يترافق الزكام بعدوى جرثومية تؤدي إلى إصابة المريض بالحمى: إنه التهاب الجيوب الحاد.
لا تؤجلوا علاج التهاب الجيوب
إلى جانب الانزعاج الذي يولّده هذا المرض، ثمة خوف من أن يصبح مزمناً وفي هذه الحالة تخف نجاعة العلاج.
لذلك، لا بد من الاعتناء بالنفس بشكل صحيح: أولاً ثمة طرق سهلة لتفريغ الجيوب من الإفرازات، مثل التمخط الجيد، وغسل الأنف بمحلول زائد الأسموزية (hypertonic) مثل رذاذ الماء والملح أو غيره، أو أخذ الأدوية وفقاً لوصفة طبيب.
عندما تفرغ الجيوب من الإفرازات، يسكن الألم.
في أغلبية الحالات، قد يتحتم تناول المضادات الحيوية لمكافحة العدوى الجرثومية. ويجب إكمال العلاج بالمضادات الحيوية حتى نهايته، أي لمدة 5 أيام على الأقل حتّى ولو بدا لنا أننا شفينا من المرض. فعلى غرار كل عدوى جرثومية، يكون على المريض خطر تكرر العدوى في حال لم يتم تنظيف الجيوب بالكامل.
وأحياناً أيضاً يتسبب التهاب الجيوب بألم كبير على شكل ضربات أو نبضات مع صعوبة إفراغ الجيوب بالتمخط. وفي هذه الحالة يُصاب المريض بالحمّى ومن الممكن ظهور خرّاج داخل الجيب. ولذلك يجب أخذ الإجراءات السريعة لتفريغ الجيب منعاً لانتشار العدوى إلى الأعضاء المجاورة.
عند الأطفال
غالباً ما يدوم زكام الأطفال بين عمر الستة أشهر والست سنوات ويكون مصحوباً بالمخاط ويدوم أياماً. وهذا طبيعي، فالأطفال في طور بناء مناعتهم. ومع ذلك، يجب تنظيف أنف الأطفال بمحلول فيزيولوجي (محلول الماء والملح) أو أي سائل آخر وحملهم على التمخط بالآلة المساعدةعلى تمخط الأطفال أو بواسطة أعواد قطنية ندخلها في الأنف ليلتصق بها المخاط ثم نخرجها برفق. ليس زكام الأطفال خطيراً ولكن يجب مراقبته ومتابعته. أما الرضع في عمر يقل عن 6 أشهر، فهم في أغلبية الأحيان محميون بالأجسام المضادة التي نقلتها لهم الأم ولا يصابون بالزكام إلا نادراً.
التهاب الجيوب المزمن
التهاب الجيوب المزمن هو التهاب يدوم لأكثر من 3 أشهر على الرغم من حسن متابعة العلاج. من المهم الخضوع للفحوص بالتصوير الشعاعي لمعرفة أسباب التهاب الجيوب.
التهاب الجيوب المزمن الناتج عن عدوى
تكون المضادات الحيوية في حالات الالتهاب المزمن أقل نجاعة مقارنة بحالات الالتهاب الحاد، فالفتحات تكون مسدودة بشكل مزمن، وبالتالي يستغرق علاجه وقتاً أطول ويكون الشفاء بطبيعة الحال أبطأ. قد تتطلب هذه الحالة اللجوء إلى جراحة لإزالة الإفرازات التي تسد الفتحات وتفريغ الجيوب.
التهاب الجيوب المزمن الناتج عن حساسية
لا ينتج التهاب الجيوب المزمن دائماً عن العدوى الجرثومية التي تصيب المريض بدورها نتيجة عدوى فيروسية، بل يمكن أن تُعزا أسبابه إلى حساسية وفي هذه الحالة لا بد من البحث في العوامل المسببة للحساسية وعلاجها جذرياً من خلال الابتعاد عن مسببات الحساسية أو من خلال العلاج المناعي.
الأسباب الموضعية
يمكن أن يكون لالتهاب الجيوب كذلك أسباب موضعية عضوية مثل انحراف الحاجز الأنفي أو السليلة المخاطية (ورم أو نمو غير طبيعي لأنسجة الأغشية المخاطية ما يؤدي إلى انسداد فتحات الجيوب غالباً نتيجة ردة فعل على مسببات الحساسية). وفي هذه الحالة، يجب اللجوء إلى الجراحة التي اتخذت اليوم شكل الجراحة المجهرية أو الجراحة بالمنظار بالألياف الضوئية والأدوات الدقيقة.
وقد يحصل أحياناً أن يصيب التهاب الجيوب المزمن المريض نتيجة تسوّس الأسنان أو علاج ناقص لهذا التسوس.
وأخيراً، فإن كل ما يؤدي إلى انسداد الجيوب قد يسبب التهاب الجيوب الأنفية وبخاصة الأورام أو كسور العظم.