الضوء خلال النوم يدمّر هرمونات الجسم!
الإثنين، 28 يوليه 2014
يتبع الإنسان يتبع في حياته الطبيعيّة نمطاً يومياً ينتج عنه وظائف عضوية مهمة ومختلفة في فترتي النهار والليل. وتتعرف أعضاء الجسم على فترتي النهار والليل بواسطة مراكز متخصصة في المخ. وللضوء وظائف مهمة جداً للمحافظة على صحة الجسم، فالضوء القوي يأتي في وقت النهار الذي يعمل فيه الإنسان، ويأتي الظلام في الليل في الوقت الذي ينام فيه. ولكن اذا كنتم تنامون والضوء مضاء، فكلّ هذه المعادلة ستتغيّر.
تأثير الضوء على النوم
هناك هرمون يعرف بهرمون الميلاتونين، الذي له وظائف مهمة كثيرة للجسم. ويزداد إفراز هذا الهرمون في الظلام، ويتأثر كثيراً بوجود الضوء حيث قد يهبط مستواه في الدم كثيراً عند وجود إضاءة قوية. وبالإضافة إلى تنظيمه لعملية النوم والاستيقاظ ، له تأثير على صعيد خفض ضغط الدم وتنظيم الإيقاع اليومي لدرجة حرارة الجسم المهمة لكثير من وظائف الجسم والتحكم في مستوى الجلوكوز في الدم. كما أنّ هناك أبحاثا تستكشف دور الهرمون في مشاكل عضوية أخرى ومنها تأثير نقصه على زيادة الأورام.
وبيّنت دراسة حديثة تأثير التعرض للضوء قبل وخلال النوم على مستوى الميلاتونين في الدم. وقد قام الباحثون بدراسة ١١٦ متطوعا تتراوح أعمارهم بين ١٨-٣٠ سنة، وقاموا بتعريضهم في الجزء الأول من الدراسة لإضاءة قوية في غرف النوم، قبل النوم بثماني ساعات وخلال النوم لمدة خمسة أيام. وفي الجزء الثاني كانت الإضاءة خافتة لمدة خمسة أيام أيضاً. ووضع في يد كل متطوع قسطرة وريدية تسمح بسحب عينة دم لقياس مستوى الميلاتونين كل ساعة خلال جزأي الدراسة. ووجد الباحثون أنّ التعرض للضوء القوي مساء وقبل النوم قلل من فترة إفراز الميلاتونين بمقدار ٩٠ دقيقة. كما أنّ التعرض للضوء خلال النوم قلل من مستوى هرمون الميلاتونين في الدم بنسبة ٥٠٪.
وهذه النتائج يجب اخذها بعين الاعتبار، لأنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين مستوى الميلاتونين ومرض السكري، وكذلك بين مستوى الميلاتونين وبعض الأورام وارتفاع ضغط الدم. وقد ذكر الباحثون أنّ التعرض للإضاءة القوية خلال الليل لسنوات ومدد طويلة قد يكون له آثار جانبية على الجسم، وخصوصاً لدى الاطفال.