كلّ ما يجب أن تعرفيه عن تكيّس المبيض مع د. جوليان لحّود
السبت، 07 يونيو 2014
متلازمة تكيّس المبيض هي حالة طبّية تصيب الكثير من النساء، خصوصاً الفتيات في عمر المراهقة، وهناك الكثير من الأفكار الشائعة والخاطئة حول هذه الحالة منها أنّه يجب اللجوء الى الجراحة سريعاً أو أنّ التكيّس يعني حكماً عدم الانجاب. لكنّ موقع صحّتي سيوضح لكِ تفاصيل هذه الحالة الطبّية بالتعاون مع الأخصائي في الطبّ النسائي الدكتور جوليان لحّود.
عوارض مترابطة
ليس هناك حتّى الآن سبباً علمياً واضحاً لتكيّس المبيض، لكن هناك عوارض مترابطة تتسبّب بها هذه الحالة المرضية، وقد حدّدها لحّود بالعوامل الأربعة التالية:
- إضطراب في الدورة الشهرية (نزيف زائد وغير اعتيادي أو توقف الدورة الشهرية).
- عوارض إكلينيكية كالشعر الزائد، حب الشباب والبشرة الدهنية، وهي عوارض تعاني منها معظم النساء اللواتي يعانين من تكيّس المبيض.
- عوارض بيولوجية تظهر عبر فحص الدمّ، حيث يسجّل إرتفاع معدّلات الأندروجين (هرمون ذكوري).
- غياب تضخّم الغدة فوق الكلوية (الغدة الكظرية).
كما يمكن اللجوء الى الصورة الخاصة بالمبيض، ويجب أن تُجرى هذه الصورة من قبل شخص خبير وتظهر الصورة وجود حوالي ١٢ كيس حول المبيض، ولكن يمكن للطبيب أن يرتكز على العوامل الثلاثة الاولى التي تمّ ذكرها، واستبعاد الصورة بما أنّها تتمّ عبر السونار المهبلي (Endovaginale)، ما يمكن أن يكون مزعجاً للمراهقات خصوصاً.
الوزن الزائد
يلفت لحّود الى الدور السلبي للوزن الزائد على تكيّس المبيض بسبب الكمية الزائدة من الدهون، ما يعزّز التحوّلات الهرمونية وزيادة معدّلات الاستروجين. وبالتالي، فإنّ هذه المتلازمة تكون شائعة أكثر عند الفتيات اللواتي يعانين من الوزن الزائد، لذا فإنّ فقدان الوزن هو وسيلة فعّالة لوقف اضطرابات الدورة الشهرية بنسبة تصل الى ٧٠٪.
تكيّس المبيض والحمل
يمكن للمرأة التي تعاني من تكيّس الحمل أن تحمل، ولكن هناك صعوبة أكبر في الحمل من دون تدخّل. ونعني بالتدخّل إعطاء الادوية المناسبة لوقف الاضطراب الهرموني والحدّ من مقاومة الأنسولين الناتج عن زيادة الوزن. لذا يعطي الطبيب دواء غلوكوفاج الذي يساعد على التحكّم بمستويات السكر في الدمّ ويضبط الهرمونات ويعزّز فرص الحمل، مع الحرص على تخفيف الوزن ووصف علاج إضافي في الايام الاربعة الاولى من الدورة الشهرية لتخفيض معدّلات الاستروجين ليكون هناك إباضة.
العلاج عند الفتيات
العلاج المذكور سابقاً من قبل د. لحوّد يُعطى للمرأة التي تخطّط للحمل، لكن الفتاة غير المتزوّجة او التي لا تخطّط للحمل فهناك علاج آخر يقوم على تناول حبوب منع الحمل لوقف اضطرابات الدورة وتخفيض معدّل الاستروجين، مع العمل على تخفيض الوزن. وتناول هذه الحبوب يؤدي الى تخفيف ظهور الشعر والحبوب ودهون البشرة. كما تُعطى حبوب اندروكول للحدّ من إرتفاع مستوى الاستروجين ليكون هناك انتظام في الدورة الشهرية.
ويلفت لحّود الى أنّه يمكن اللجوء الى الحلّ الجراحي، كخيار ثانٍ فيما الخيار الاول هو للعلاج بالحبوب. وفي حال تمّ الاعتماد على الجراحة، فهي تنفّذ بالمنظار ضمن إجراء لا يتطلّب إلا ١٠ دقائق ولا يستلزم البقاء بالمستشفى. وقد بيّنت الدراسات الطبّية أنّ الهرمونات الذكورية تنخفض بعد العملية.
وتجدر الاشارة الى أنّه كلّما تقدّمت المرأة في السنّ، إنخفضت فرص الإصابة بمتلازمة تكيّس المبيض. كما أنّ الشعور بالألم بسبب تكيّس المبيض ليس مبرّراً، والألم ليس من عوارض هذه المتلازمة، لذا يجب استشارة الطبيب المختصّ حول السبب المحتمل لهذا الألم لتحديد طريقة العلاج.