النظافة أمر شديد الأهمية بالنسبة إلى صحة الإنسان، ولكن المبالغة فيها إلى حد الوسواس ممكن أن تؤذي صاحبها من عدة نواحي.
فذلك الذي ترونه يركض إلى المغسلة بعد مصافحة أي شخص ليغسل يديه، أو يبحث بشكل مستمر عن الغبار على المكتب لتنظيفه، أو يجبر أفراد عائلته أو أصدقائه المحيطين به على الإلتزام بقوانين النظافة التي يجدها ملائمة، وغير ذلك من التصرفات التي تأخذ الكثير من وقته وتؤثر على أدائه العملي وعلاقاته العائلية والاجتماعية، هو شخص مهووس، مريض نفسياً وبحاجة إلى العلاج بحسب الدراسات العلمية.
من أعراض وسواس النظافة
- يشعر المريض بالقلق بأن البكتيريا موجودة في كل مكان، وأن الكون من حوله بحاجة إلى تنظيف، لذلك يقوم بالتنظيف كل الوقت للتخلص من البكتيريا وحماية نفسه من الأمراض.
- اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالنظافة يجعل الشخص يقوم بالأعمال نفسها مراراً وتكراراً، مثل المبالغة في غسل اليدين خوفاً من الجراثيم، وذلك ممكن أن يؤدي إلى حدوث جروح وندوب وتشققات في الجلد نتيجة الرطوبة المستمرة.
- المريض بوسواس النظافة لا يتناول الطعام في المطاعم ولا يشارك الطعام مع أحد، لا يصافح أحداً، لا يشارك في الأنشطة التي تتطلب منه التواجد مع الأشخاص الآخرين.
- يرفض لمس الأسطح التي يشك أنها ممكن أن تكون ملوّثة مثل مقابض الأبواب مثلاً ولا يستعمل المراحيض العامة.
- هذا الوسواس يمكنه أن يؤثر على الصحة اجسدية للشخص، فمكافحته للبكتيريا بهذه الطرق يمكن أن تؤثر على عمل جهاز المناعة لديه مما يعرّضه للمزيد من الجراثيم والأمراض.
- أما الحالة النفسية فهي بدورها تتأثر، فيصبح الشخص مصاباً بالاكتئاب، قلقاً ومتوتِّراً طوال الوقت.
علاج وسواس النظافة
هو نوع من العلاجات المتعلقة بسلوك الإنسان والتي يلجأ إليها الأطباء لتخليص المرضى من أنواع الرهاب الإجتماعي المختلفة، وهو بالإضافة إلى العلاج ببعض أنواع الأدوية المضادةة للاكتئاب، يشمل الآتي:
العلاج بالتعرض والمعرفة: يقوم على تعريف المريض على أنواع الجراثيم وتعليمه كيفية تجنّبها من دون المبالغة في ذلك، كما يتم تدريبه على السيطرة على أعصابه في حال شك أن المكان الذي يتواجد فيه ممكن أن لا يكون نظيفاً بقدر ما يراه هو مثالياً.
العلاجات السلوكية: أولاً من المهم أن نعرف أن الطرق التقليدية التي تتضمّن وعظ المصاب أو توجيه الملاحظات إليه أو الطلب بإلحاح منه أن يتوقّف عن هذه الممارسات لا ينفع بل يزيد المشكلة سوءاً، لذلك يجب أن يكون المريض مقتنعاً بضرورة العلاج، ومستعداً للالتزام بالتمارين التي يفرضها.
ومن ضمن التمارين مثلاً أن يُجبّر الشخص على وضع يده في سلة للمهملات لمدة خمس دقائق، ومن ثم أن يرفعها وينظر إليها لخمس دقائق أخرى، يتم من بعدها إعطاؤه كمية محددة من الماء والصابون ليغسل يديه بها. ويُكرَّر هذا التمرين مرتين يومياً.
أن يُسمَح للشخص بغسل ثيابه الخاصة لوحدها، ولكن يُحدَّد له عدد الغسلات في الأسبوع مثلاً وكمية المنظفات التي يحق له استعمالها. ومن الملاحظ أنه بعد مرور فترة زمنية، يقنع الشخص بأن غسل الملابس لمرة واحدة يجعلها نظيفة، وأن وضعها في الغسالة مع الثياب الخاصة بباقي أفراد العائلة ليس خطيراً.
واللائحة تطول في ما يخص تمارين العلاج، ولكن الأهم أن يلتزم المريض ويسعى إلى الشفاء، خاصة وأن الكثير من المصابين بويواس النظافة يكونون على علم في قرارة أنفسهم أنهم يبالغون في تصرفاتهم ولكنهم يجدون أنفسهم مجبرين على القيام بها.
المزيد عن الوسواس القهري في ما يلي:
النظافة أساسية ولكن المبالغة فيها مضرّة
ما رأيك ؟