يقضي الأطفال كما المراهقون ساعات طويلة مسمّرين أمام شاشة الكومبيوتر أو الأجهزة اللوحية وهم يتنقّلون بين مواقع التواصل الإجتماعي، وهذه العادة تصبح مرسخّة أكثر فأكثر خلال السنوات الماضية بسبب الإمكانات المتاحة لهم للوصول الى هذه الشبكات بسهولة تامة. وربما يعتقد بعض الأهالي أّنّ التواصل الإلكتروني يفيد أولادهم وينمّي شخصيتهم، بإعتبار أنّهم يتكلّمون مع أصدقائهم ويتعرّفون على كلّ جديد. لكنّ الدراسات الجديدة تبرز عكس ذلك تماماً، فالأطفال والمراهقين معرّضين أكثر للشعور بالإكتئاب بسبب هذه المواقع. فمن ناحية الأطفال أولاً، أثبتت الدراسات التي أجريت في جامعات الولايات المتحدة الاميركية تحديداً أنّ شبكات التواصل الاجتماعي تعزلهم عن الحياة الحقيقية والتواصل الفعلي مع الآخرين ما يخلق لديهم شعوراً بالبعد والجفاء. كما أنّ هناك نقطة مهمّة أخرى، وهي أنّ الطفل لا يحرّك إلا مهارتين أو ثلاث عند إستخدام هذه المواقع، ما يحرمه من تنمية طاقاته الأخرى التي توفّر له فرصاً فريدة في الحياة وتساعده على أن يكون شخصاً مشاركاً في النشاطات وليس معزولاً عنها. ويمكن للطفل أن يصل الى مرحلة الهوس أو الإدمان على المواقع، وهذا ما يُعتبر خطيراً من الناحية النفسية والعقلية.
مشاكل المراهقين
التأثير السلبي نفسه لمسه الباحثون عند المراهقين، ولكن هذه المرّة لاسباب أخرى على رأسها أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تخفّض كثيراً الثقة بالذات لانّ المراهق يمضي وقته وهو يرى ما يفعله الآخرين والى اين يذهبون وماذا يرتدون وغيرها من التفاصيل، فيقارنها مع حاله. وفي دراسة أجريت مؤخراً على 1096 فتاة تتراوح أعمارهن بين 12 و16 عاماً في الولايات المتحدة الاميركية، تبيّن أنّ 40 في المئة منهن يشعرن بعدم الرضا عن أنفسهن بسبب كرههن لاجسامهن والإحساس بالنقص تجاه ما يرونه عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وكما الأطفال، فإنّ إدمان التواصل الإلكتروني لدى المراهقين يضعهم في عزلة تامة أيضاً عن الحياة الاجتماعية والتواصل الفعلي مع الآخرين ما يسبّب لهم حالة متأزمة من الكآبة.
ما رأيك ؟