في الشهر الكريم، يعتقد بعض الاشخاص أنّهم بحاجة إلى كمية أكبر من الوحدات الحرارية، ممّا يدفعهم إلى استهلاك كمية أكبر من اللحوم والدهنيات والحلويات والمقالي. ذلك بسبب عدم مراعاة حاجات الجسد، إلى جانب مجموعة من العادات الإجتماعية والعائلية غير الصحّية التي تؤدي الى مشاكل في الجهاز الهضمي.
سلوكيات تضرّ بالجهاز الهضمي
في شهر الصيام، يعاني الكثيرون من العديد من العوارض المزعجة مثل النفخة، الغازات، الحرقة، والإمساك. وذلك بسبب الإفراط بالمأكولات غير الصحّية. في الحقيقة، أنتم بحاجة إلى وحدات حرارية أقل في شهر رمضان. ذلك أن الجسم يخفّض من معدل الحرق الإجمالي كوسيلة للتأقلم على الصيام، وذلك يؤدي إلى حاجة أقل من الطاقة. كما أنّ بعض الصائمين ينامون ساعات طويلة خلال النهارأو لا يقومون إلا بالنشاطات الجسدية الضرورية.
إنّ تقلصات المعدة حين تكون فارغة، تعود إلى وهم الجوع. لكن الجسم البشري قادر على تلبية حاجات الأعضاء، خصوصاً الدماغ بالسكر لمدة أيام عديدة من الصيام التام، وذلك عبر إستعمال المخزون السكري في الكبد والعضل وكذلك المخزون الدهني المنتشر في الجسم كله.
التخلص من هذه المشاكل
أولاً، يجب أن تكون وجبة الإفطار بحجم وجبة الغداء أو العشاء، لا بحجم الإثنين معاً. كما أنّ الأكل بسرعة يؤدّي الى إبتلاع كمية أكبر من الهواء، الذي يوسع المعدة مجدداً.
ثانياً، إنّ عادة شرب السوائل مع الطعام سيئة. لذلك، لا يفضّل شرب أكثر من كوب واحد فقط من السوائل خلال الوجبة، لأنها تزيد حجم المعدة ما يسبب النفخة. كما أنها تخفف من قوة الحامض والأنزيمات المعدية الأساسيّة للهضم. وبالنسبة للمشروبات الغازية، فهي توسّع المعدة، ويتسبب الكافيين بخسارة السوائل، والحوامض مثل السيتريك والفوسفوريك تمنع إمتصاص الكالسيوم.
ثالثاً، يأكل بعض الناس وجبات صغيرة ما بين الإفطار والسحور، ما يؤدّي إلى سوء في الهضم ونفخة. فالجهاز الهضمي بحاجة إلى ٤-٨ ساعات كي يتخلص من وجبة الإفطار قبل التحضير لوجبة السحور. يجب الإكتفاء بالسوائل والفواكه.
رابعاً، إنّ كمية الطعام الزائدة في المعدة تزيد من حجمها، ما يؤدي إلى إرتخاء العضل الذي يفصل المريء عن المعدة. وعند ذلك يبدأ صعود العصارة المعدية إلى المريء، مما يؤدي إلى الإحساس بالحرقة الصدرية والمرارة في الفم والغثيان.
خامساً، لتجنب الإمساك يجب الإعتماد على والحساء كأساس للوجبة. كما يجب التقليل من اللحوم والنشويات الخالية من الألياف، وشرب عدة أكواب من السوائل ما بين الإفطار والسحور. كما أنّ الفاكهة المجففة مثل التين والخوخ والمشمش فهي غنية بالألياف وتساعد في تجنب الإمساك.
وأخيراً، إنّ حاجة الجسم إلى الطعام لا تسبّب التعب خلال شهر رمضان، بل قلّة النوم، الإدمان على الكافيين والدخان، والإرهاق بسبب الوجبات الغنية.
ما رأيك ؟