من المعروف أنّ السفر بالطائرة أصبح وسيلة النقل المفضلة عالمياً. لكن حوالي ۱٤٠ مليون راكب سنوياً على أقل تقدير، يكونون مصابون بأمراض القلب. هذا دون حساب مرضى ارتفاع ضغط الدم أو صمامات القلب أو اضطرابات إيقاع النبض المختلفة الأنواع.
سفر مرضى القلب
تشمل أمراض القلب، من لديه ضيق في أحد أو بعض شرايين قلبه التاجية الثلاثة ما قد يؤدي إلى جلطة في عضلة القلب، أو آلام الذبحة الصدرية. ومن لديه تلف في أحد الصمامات، فيبدو كضيق يعيق جريان الدم من خلاله أو كتسريب له، أو أنّ هناك من العيوب الخلقية المتنوعة الأشكال، سواء تمت معالجة هذا كله بالعملية الجراحية أو بالأدوية فقط. وأيضاً منهم من لديه اضطرابات في إيقاع النبض.
ومهما كان نوع مرض القلب لدى المريض، هناك جانبان يتم تقويمهما لدى المريض. الأول قوة عضلة القلب لضخ الدم واستقباله، والثاني كفاءة الرئة بذاتها من الناحية الوظيفية واعتدال ضغط الدم فيها وأثر مرض القلب عليها. إذ بعد معرفة نوع المرض يتم النظر إلى استقرار حالة القلب والرئة الوظيفية. فضعف القلب الشديد لا يعني المنع من ركوب الطائرة، إذا كانت حالة المريض مستقرة. واستقرار الحالة أياً كانت الإصابة في القلب، هو الأساس في النصيحة الطبية حيال مناسبة السفر بالطائرة.
ماذا يحدث على الطائرة؟
داخل كبينة الطائرة، يتم تعديل الضغط الجوي بدرجة كبيرة. لكن بالرغم من هذا لا يبلغ الأمر ما يكون عليه الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر. ولدى تحليق الطائرة على ارتفاع يتراوح ما بين ٣٦ و٤٠ ألف قدم، يكون الضغط الجوي الذي يعيشه الراكب مماثلاً لما عليه الحال في مرتفعات جبلية يبلغ ارتفاعها ۸ آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر.
هذه النقلة السريعة في مستوى الضغط الجوي والعيش ولو لدقائق في هذا القدر منه، تؤدي إلى تقليل قدرة الجسم على أخذ الأوكسجين من الهواء، إضافة إلى أنّ حجم الغازات في الجسم يكبر. لذا، فإنّ المرضى الذين يعانون من ضعف في عضلة القلب، لأسباب عدة كأمراض الشرايين أو الصمامات مثلاً، لا تتمكن الرئة من أداء دورها في تلبية حاجة أعضاء جسمهم من الأوكسجين ضمن هذه الظروف. فيعانون بالتالي من أعراض متنوعة أهمها ضيق النفس واللهاث.
وبعد خروج المرضى المصابين بجلطة حديثة في القلب من المستشفى، يعتبر السفر بالطائرة مناسب بعد أسبوعين من الإصابة بالجلطة. أمّا إن كانت هناك مضاعفات مؤثرة أو عدم استقرار في الحالة، فالتريث ومراجعة الطبيب هما الأولى لاستكمال العلاج. وكذلك المرضى الذين تم إجراء قسطرة ناجحة لشرايين قلبهم وتركيب دعامة لضيق شريان، يجب الانتظار لمدة ما بين أسبوع إلى أسبوعين.
أمّا المرضى الذين أجريت لهم جراحة في القلب، يجب التريث ثلاثة أسابيع حتى لو لم يشك المريض من أية أعراض. وبالنسبة للمرضى الذين تم تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لديهم، يجب الحرص على عدم تعرضه لأي أمر يؤثر على برمجته الإلكترونية كالهاتف الخليوي. ولذا يُعطى المريض بطاقة طبية خاصة بذلك، ويذكر مكان الجهاز في جسده تحديداً.
أخيراً، من الحكمة مراجعة طبيب القلب عند الرغبة في السفر بالطائرة، خصوصاً قبل الرحلات الطويلة مما يتجاوز ساعتين ونصف الساعة.
ما رأيك ؟