يحدث السل المقاوم للأدوية عندما تصبح العصيات المسبّبة للمرض، قادرة على مقاومة الإيزونيازيد والريفامبيسين، وهما أكثر الأدوية المستعملة ضدّ السل. كما تظهر مقاومة المرض للأدوية جرّاء استعمال المضادات الحيوية بشكل غير مناسب، لدى توفير المعالجة الكيميائية للمصابين بحالات السل الحسّاس للأدوية. ويأتي هذا الاستخدام غير المناسب نتيجة عدد من الإجراءات، بما في ذلك إعطاء مقرّرات علاجية غير ملائمة من قبل العاملين الصحيين، وعدم ضمان إكمال المرضى مقرّراتهم بشكل تام.
هل السل المقاوم للأدوية خطر حقيقي؟
يحتل السّلّ، في الوقت الراهن، المرتبة الثانية ضمن أهمّ العوامل التي تسهم في وفاة البالغين جرّاء الأمراض المعدية. حيث يودي بحياة ١.٧ مليون نسمة كل عام في جميع أنحاء العالم. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية أنّ ثلث سكان العالم مصاب بالمتفطرة السلية. وقد تمكّن المشروع المذكور المشترك بين منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لمكافحة السل وأمراض الرئة، من العثور على حالات من السل المقاوم للأدوية المتعدّدة، بنسبة تتجاوز ٤٪ في أوروبا الشرقية واميركا اللاتينية وآسيا.
كلّ ما تحتاجون معرفته عن سلّ الاطفال عبر هذا الرابط
حالات وبائية شديدة
تؤكد منظمة الصحة العالمية أنّ السل المقاوم للادوية المتعددة ما زال عند مستويات الأزمة، مع تسجيل حوالي ٤٨٠ الف حالة جديدة هذا العام. وتسبّب أشكال متعددة من المرض الرئوي في وفاة نحو ١.٥ مليون شخص في العام ٢٠١٣. وقالت المنظمة أنّ نحو ٩ ملايين شخص أصيبوا بالسل خلال العام وأنّ ٥.٣٪ من المرضى أصيبوا بسلالة مقاومة إلى حد ما للعقاقير، وهي حالات علاجها أكثر صعوبة ونسب الشفاء منها أضعف كثيراً. كما جاء في تقييمها السنوي بشأن العبء الذي يشكله السل على العالم، حيث توجد حالات وبائية شديدة في بعض المناطق. لكن أشارت المنظمة إلى أنّ نسب نجاح العلاج في كثير من المناطق منخفصة على نحو مثير للقلق. لذا فإنّ الوصول إلى العلاج المناسب منخفض إلى حد كبير. فواحد فقط من كل خمسة مرضى بالسل المقاوم للادوية المتعددة، يتلقى العلاج والباقون يتركون للموت، وهو ما يزيد المخاطر بالنسبة لعائلاتهم ومجتمعاتهم وينشر الوباء. ومن بين كل الامراض المعدية، يقتل الايدز وحده عدداً من الناس أكبر من عدد ضحايا السل الذي يأتي في المرتبة الثانية.
ما رأيك ؟